وصف مصدر نيابي الوضع السياسي في هذه المرحلة، بأنه بات على حافة الهاوية، بحيث باتت المؤسّسات مهدّدة بالتعطيل الخطر نتيجة الشغور الرئاسي، واعتياد كل الجهات الفراغ في قصر بعبدا، وبالتالي بقاء الواقع السياسي والإداري والاجتماعي، وحتى التربوي على حاله المأزوم، ومن دون أي معالجة ممكنة أو متاحة، نتيجة غياب الآليات الدستورية الناجم عن الفراغ في رأس الدولة، وامتداد هذا الفراغ إلى كل الدوائر الرسمية الأخرى.

واعتبر المصدر النيابي نفسه لـ"الديار"، أن الأكلاف المترتّبة عن الفراغ الرئاسي تتجاوز قدرة البلاد على الاحتمال، لافتاً إلى أن ترك الاستحقاق الرئاسي مربوطاً وبالكامل بالأحداث الإقليمية، والتعاطي بسطحية مع هذا الملف من قبل البعض وبلامبالاة من قبل البعض الآخر، واستمرار فئة معينة في الصراع من أجل ملء الشغور الرئاسي، لن تؤدي إلى أي حلحلة في الوقت القريب. وأضافت أن المراوحة والترقّب ينذران بأن يتحوّلا إلى وضع دائم، وأن يشكّلا المدخل الضروري للذهاب نحو إعادة صياغة النظام السياسي أو دفع لبنان نحو مؤتمر تأسيسي يطيح اتفاق الطائف، ولو تم هذا الأمر تحت عدة عناوين تكتسب أبعاداً وطنية في غالبيتها، ولكنها تخفي في باطنها ترجمة لمعادلة غالب ومغلوب، أي تراعي ميزان القوى على الأرض وليس في السياسة.

وكشف المصدر النيابي ذاته، أنه في الوقت الذي يحرص فيه أكثر من فريق سياسي داخلي أو خارجي، ومعني بالاستحقاق الرئاسي، على رمي الكرة في الملعب المسيحي، واتهام المسيحيين بتعطيل الانتخابات الرئاسية بشكل أو بآخر، فإن الحوار المستمر بين معراب والرابية، والذي لم يتطرّق حتى الساعة إلى هذا الاستحقاق من زاوية التسمية المباشرة، لن يؤدي إلى حسم هذا الملف أو على الأقلّ في وقت سريع. وأضاف أن ما تحقّق في مسيرة هذا الحوار، يُعدّ مكسباً للفريقين، خاصة لجهة التخفيف من مناخ التوتّر في الشارع المسيحي وبين أنصار الرابية ومعراب، ولكن الوصول إلى موقف موحّد من رئاسة الجمهورية، وليس الجمهورية عموماً، يبقى صعب المنال، وهو ما يظهر جلياً في إعلان رئيس حزب القوات سمير جعجع أن انسحابه من السباق الرئاسي لن يؤثّر في التعطيل لهذا الاستحقاق.