لم يصدّق اهالي ​جل الديب​ وبقنايا في المتن الشمالي ان فعاليات المنطقة واحزابها كما مجلسها البلدي ومخاتيرها تخطوا كل التناقضات والحسابات الضيقة واتفقوا على مشروع واحد موحد للجسر الذي يؤمن لهم مدخلاً ومخرجاً مشرفين للمنطقة بدلاً من الجسر الحديدي القديم الذي أزيل تفادياً للأخطار التي حكي انها ناتجة عنه. ولم يصدقوا ايضاً ان مجلس الوزراء تبنى بعد سلسلة طويلة من الجلسات والمناكفات واحداً من المشاريع المقترحة، ينص على بناء جسرين على شكل U وذلك بعدما تعذر الاتفاق على مشروع النفق الأكثر حضاريةً والأنسب علمياً.

نعم لم يصدّقوا، بسبب معاناتهم، ان الحكومة كلفت مجلس الانماء والإعمار وضع المشروع المقرر على السكة الصحيحة في بلد الروتين الاداري والتسويف والمماطلة، وان عملية تنفيذ الاستملاكات اللازمة لهذا المشروع انطلقت، وان العمل سيبدأ خلال الأشهر القليلة المقبلة.

قريباً جداً قد تكتمل فرحتهم النابعة من معاناة سببها زحمة السير التي يقع ضحيتها أهالي المنطقة منذ إزالة الجسر الحديدي إذ باتوا مضطرين للوصول الى منازلهم إما من شارع المطاعم المكتظ في انطلياس وإما من جسر نهر الموت، وفي الخيارين يبقى العذاب الناتج عن ضغط السير سيد الموقف. فرحتهم هذه، وفي حال تحققت، لم تأت وليدة الصدفة بل نتيجة سلسلة من الاعتصامات والجولات على المسؤولين والسياسيين.

نعم في حال تحققت، لأن هناك من يحرتق على مشروع الجسرين. وفي هذا السياق تفيد المعلومات ان السبب الذي يدفع البعض في منطقة جل الديب الى التحرك ضد جسري الـU، لا علاقة له بالمصلحة العامة كما يدعي اصحابه بل ينطلق من حسابات شخصية مادية بحتة، وشخصية بحتة، كيف لا وأحد المعترضين يملك مطعماً بناه بطريقة مخالفة على الأوتوستراد وسيجرف خلال تنفيذ المشروع، كما يملك معترض آخر قطعة ارض تبلغ مساحتها 300 متر يشملها الإستملاك ايضاً منذ عام 1974.

هذه الحرتقات تقلق فعلياً الأهالي، حتى ولو أن مشروع الجسرين على شكل U لا يحتاج الى مرسوم تخطيط جديد. وبحسب المتابعين، ينطلق المعترضون على المشروع من الخريطة التي قدمها مجلس الإنماء والإعمار. خريطة ادرج فيها المجلس حائطاً اسمنتياً فاصلاً على طول الطريق في جل الديب معتبراً إياه خدمةً ضروريةً لسلامة السير، على رغم عدم وجود مثيل له في الزلقا والدورة وسائر المناطق الأخرى. هذا الحائط الفاصل، رفضه المجلس البلدي بالإجماع بقرار يحمل الرقم 10 / 2015 تاريخ 5 ـ 2 ـ 2015، ولكن مع تأكيده بالإجماع على وجوب الإسراع في تنفيذ الجسرين. امام هذا الواقع، يطرح الأهالي الذين ينتظرون الحل بفارغ الصبر أسئلةً عدة، اذا كان هذا الحائط مرفوضاً، هل يجوز أن يتحوّل الإعتراض عليه محاولةً لنسف المشروع ككل والعودة الى طرح حلول بديلة، بحثت سابقاً ولم تحظ بالإجماع المطلوب؟ وهل على حساب مصلحة جل الديب وبقنايا وتجار الزلقا وعمارة شلهوب المتضررين من عدم وجود مدخل ومخرج للمنطقة، يغطي المعترضون مخالفاتهم ويعملون على تأمين مصالحهم الضيقة؟

* للاطلاع على توضيح "التجمع لفك الحصار عن جل الديب والمتن"، اضغطهنا.