أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب ​أحمد فتفت​ الى أنه "ومنذ بداية القرن وحرب الخليج الثانية وسقوط العراق، والمنطقة تعيش تطورات متسارعة أشبه بمنعطفات إستراتيجية تتوالى بوتيرة ثابتة ومعطيات تؤشر الى مرحلة مضطربة طويلة الأمد".

وأضاف خلال مشاركته بندوة سياسية نظمتها منسقية البترون في حزب "القوات اللبنانية" بالتعاون مع الأمانة العامة لقوى 14 اذار: "بعد العراق جاء دور لبنان وإغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري في محاولة لوقف المد السيادي فكانت دافعة له. ولكن هذا المد جوبه سريعا بالدور الداخلي والإقليمي لـ"حزب الله" الذي كان أوهم الجميع أنه مسخر لمجابهة العدو الإسرائيلي، فإذا به يتحول تدريجيا الى ميليشيا داخلية تحاول السيطرة على السلطة "إقفال الوسط التجاري- محاصرة السرايا - إقفال المجلس النيابي - إجتياح بيروت - إسقاط حكومة الوحدة الوطنية بالقمصان السود"ومن ثم بدأ هذا الحزب بلعب الدور المرسوم له فعلا أي قوة عسكرية مرتبطة جذريا بالمشروع الإيراني التوسعي، شبيه الإمبراطورية الفارسية المتمددة من طهران الى بغداد ودمشق وبيروت حتى صنعاء".

ولفت فتفت الى ان "تقاطع المصالح الإسرائيلية الإيرانية في المنطقة يتلاقى ومصالح موجات التطرف الإسلامي. فأضحينا أمام مثلث خطر في مشاريع ثلاثة متداخلة متكاملة متنازعة متقاطعة: صهيوني ذات طابع يهودي في فلسطين. دولة إسلامية إيرانية تتلطى خلف المذهب الشيعي في مشروع إمبراطوري فارسي واضح. دولة الخلافة الإسلامية في الرقة التي تغطي بجرائمها كل جرائم الديكتاتوريات وتحديدا جرائم بشار الأسد التي تفوقها بشاعة"، موضحاً ان "الإنتفاضة العربية الجامعة والعودة السريعة لمصر الى حضن التنسيق العربي مع دول الخليج بعد المصالحة السعودية القطرية وعملية "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن والسياسية في مجلس الأمن لم يكن متوقعاً".

ورأى فتفت اننا "نعيش اليوم في لبنان والمنطقة، هواجس ومخاوف كبيرة من صدام شامل قد تكون إنعكاساته اللبنانية خطيرة جدا، في وقت تشتعل براكين المنطقة دون هوادة في سوريا والعراق. جزء مما نشهده على الصعيد السياسي، وتحديدا موجة الحوارات، يجب أن نرى فيه وعي ورغبة جامعة من أن لا يعود لبنان ساحة إحتراب وتقاتل، فتجربة الحرب الأهلية المدمرة، على الصعد كافة، ما زالت ماثلة أمامنا والدمار الهائل في العراق وسوريا خير رادع".

وتساءل "أما آن الآوان لطرح الأمور بجذرية تمنع تكرار المعاناة اللبنانية المزمنة؟ وهل يمكن لوطن يدعى لبنان أن يكون دولة ذات سيادة في خضم كل الصراعات التاريخية في المنطقة ؟ هل آن الآوان لطرح "حياد لبنان؟".