لفت عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ​نعمة الله أبي نصر​ الى أن "الاحتفال بذكرى المذبحة الأرمنية في دير مار يوسف - عينطورة، المنارة المميزة في تاريخ نهضة التّعليم في لبنان، له دلالاته الاجتماعية والسياسية، لأنه يقام على أضرحة شهداء الطفولة البريئة، ضحايا السفاحين البرابرة"، مشيرا الى أنه "يندرج أيضا ضمن إطار عابق بالتاريخ اللبناني الأرمني، ويرتبط بجذور المسألة الشرقية، وبوضع الأقليات المسيحية داخل السلطنة العثمانية، واليوم داخل العالم الإسلاميّ ككل".

ورأى أنه "يضيء على ما عاناه هذا الشعب العظيم في سبيل الإيمان والحرية والانتماء، والحفاظ على الخصوصية والكرامة والاستقلال. إنه مشهد القتل الجماعي، الذي نفذته السلطنة العثمانية في أيام حكمها حتى بلغ مستوى الإبادة بين عامي 1915 و 1916؛ إبادة تصر تركيا على إنكارها وعلى عدم تحمل المسؤولية التاريخية بشأنها.

إبادة سهلت وقوعها، مواقف بعض الأوروپيين في حينه"، مضيفا: "اليوم تمنعهم مصالحهم من فرض العقوبات على مرتكبيها، ومن الاعتراف بها والاعتذار والتعويض عنها".

وأوضح أنه "قبل مئة عام قرر حكام إسطنبول إبادة الأرمن ومعظم المسيحيين الواقعين داخل حدود السلطنة. لم يتركوا وسيلة إلّا واستخدموها. فرضوا نظام السخرة، نظموا العصابات، أطلقوا المساجين وحرضوهم على قتل الأرمن. أبطالها السلطان الدموي عبد الحميد الثاني وجمال باشا السفاح وغيرهم"، لافتا الى أنه "كان من بين هذه المياتم ميتم عينطورة الذي عثر فيه على رفات أكثر من ألف صبيّ أرمنيّ ماتوا قتلا".

وسأل "كل هذه المآسي التي لحقت بأجدادنا أبناء الجبل، ألا تستحق من قبل المسؤولين عندنا تخصيص يوم واحد للذكرى والتذكير؟"، متابعا: "في معترك الحياة، عرفت أرمن لبنان، عرفتهم لبنانيين شرفاء، يعتزون بلبنانيتهم، ويفتخرون بأصولهم وبانتمائهم، انتزعوا، من خلال إنجازاتهم وتعاطيهم اليومي، احترام شركائهم في الوطن، بما قدّموه للبنان في شتّى الحقول الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية".

وشدد أبي نصر على أنه "يخطئ من يعتقد أن الإبادة الجماعية للسكان هي من الماضي وإنها لن تتكرر، لأن ما نشهده اليوم في سوريا والعراق، وما جرى في مصر وليبيا يدل على أن لعنة التطرف والتكفير لا تضرب المسيحيّين فقط، لقد نزلت أيضا على الأزيديين وعلى المدنيين الأبرياء من المسلمين، سنّة وشيعة، كما أصابت الدّروز وغيرهم من أهل هذه البلاد"، مشيرا الى أنه "إزاء هذا الواقع المخيف، لا بد من البحث عن الجهة المستفيدة من وقوع هذه الجرائم وهذا الدمار. لقد ساهم الغرب في تفكيك العراق، وتقويض الاستقرار في سوريا، وزرع الفوضى في ليبيا، وتشجيع التطرف الديني في تونس ومصر. وللأسف، ساهمت معه أيضا دول وأنظمة عربية وإقليمية".