رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة ​علي فياض​ أن حجم الاضطراب الإقليمي اليوم غير مسبوق، وأن المنطقة على مفترق طرق، معتبراً أن السعودية التي كانت قد شنت حرباً أمنية وعسكرية على الحراك السلمي في البحرين، وتشن اليوم حرباً ظالمة على اليمن قد فتحت المنطقة على تعقيدات خطيرة، فالمضي في هذه السياسات العدوانية التي تستهدف المدنيين ومنشآت الدولة الحيوية في اليمن من المرجح أن يوصل الأوضاع إلى نقطة غير قابلة للسيطرة، فتدخل المنطقة في آتون نار مشتعل غير قابل للإحتواء، في حين أن التقدير الواقعي لمصالح العرب والمسلمين يستدعي خروجاً من العقلية الثأرية والبدائية المتخلّفة التي تسمّم السياسات الخليجية، لأنه ما من مصلحة لأحد من كل ما يحصل.

كلام فياض جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة ذكرى أربعين الشهيدين المجاهدين محمد هزيمة وعصام الشرتوني في حسينية بلدة ميس الجبل الجنوبية بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.

ورأى فياض أن الحل لما يجري اليوم في اليمن هو في إيقاف فوري للعدوان عليه، وبالتالي الانتقال إلى تشجيع لحل يمني - يمني يضمن مشاركة كل المكونات بالسلطة، لافتاً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت قد طرحت مبادرة واضحة ومحددة في هذا الاتجاه، كما أن الأمين العام لحزب الله دعا مراراً إلى حل سياسي يضع حدّاً للأزمة المفتوحة هناك.

واعتبر أن أخطر انطباع حول ما يجري في المنطقة هو ذلك الذي يروّج له من قبل الدول الغربية والمحور المناوئ للمقاومة، من أن ما يجري هو نزاع مذهبي بين السنة والشيعة، لافتاً إلى أنه وبالرغم من أن بعض دول الخليج تحركها عصبياتها المذهبية، إلاّ أن هذا الصراع ليس صراعاً مذهبياً، بل هو صراع بين مشروع المقاومة وحلفائها الذي يتبنى القضية الفلسطينية ويواجه إسرائيل وسياسات الهيمنة الأميركية على المنطقة، ويتمسك بوحدة مجتمعاتها وينحاز لإرادة شعوبها المستضعفة من جهة، وبين المشروع المناوئ الذي تحركه العصبيات المذهبية ويتقاطع مع الحركات التكفيرية، ويمارس سياسة التمييز والإنقسام داخل المجتمعات العربية، ويتحالف مع أميركا ويهادن إسرائيل من جهة أخرى، مشدداً على أن مواقفنا تجاه ما يجري هي مواقف سياسية وليست مذهبية، ولكن ما نواجهه هو المذهبية كما التكفيرية، في حين أن مشروعنا السياسي لا فرق فيه بين سني وشيعي، والجميع من حيث الإنتماء والمصالح سواء.

وأكد فياض أننا نريد أن نحافظ على الإستقرار في لبنان، وأن يستمر الحوار فيه خدمة لمصالح اللبنانيين المشتركة، وأن نفعّل عجلة الدولة والمؤسسات، وأن نحارب التكفيريين، بالرغم من الاختلافات العميقة والمواقف المتعارضة تعارضاً جذرياً، لأن ثمة مصالح عامّة في أن نصدّر الخلافات التي لا يمكن تجاوزها بدل استيرادها إلى الداخل.