اكدت مصادر لـ"الأخبار" ان الهدوء في لبنان لن يدوم طويلاً. وكشفت عن مرحلة جديدة من العمليات الأمنية ستبدأ قريباً تعدّ لها "التنظيمات المتشددة". وهي مرحلة ستشهد تغييراً جزئياً في أسلوب العمليات الأمنية.

ولفتتالى ان هذه التنظيمات خسرت قادة ومحركين أساسيين على الأرض، ما أدى إلى فشل، أو إفشال، معظم عملياتها، وفقدانها هيكليتها الأمنية وقدرتها على الحركة. خسارة هذه الأسماء البارزة أحدثت فراغاً في الجسم الأمني والعسكري لهذه المجموعات، فضلا عن الضرر المعنوي. كل هذا، بحسب مصادر متشددة، قرأته التنظيمات الأصولية الثلاثة جيّداً "من دون مكابرة، وأقرّت بضرورة تغيير أسلوب عملها الأمني في الداخل اللبناني، ولا سيما أن القرار بالعمل الأمني في الميدان اللبناني مُتّخذ منذ سنوات". ففي عُرف المتشددين اليوم، "الأصل أن يكون هناك عمل أمني في لبنان من دون الحاجة إلى قرار"، مشيرين إلى أن "اعتبار لبنان أرض نصرة كان أيام الشيخ أسامة بن لادن، لكنه لم يعد كذلك اليوم، بل بات أرض جهاد"، والى أن "كلام الشيخين أبو محمد الجولاني وأبو مالك التلّي بخصوص الاهداف في لبنان قائم متى أمكن ذلك". أما "كثرة الضربات من قتل الأخوة وأسرهم فهذه سنّة الجهاد".

وفي هذا السياق، علمت "الأخبار" أن هذه التنظيمات تهيئ لمرحلة جديدة من العمل الأمني في لبنان عنوانها "هزّ عرش كسرى اللبناني"، على أن يجري تلافي "أخطاء الماضي قدر المستطاع". وتكشف المصادر أن قيادياً من أنصار "​جبهة النصرة​" وصل إلى لبنان أخيراً في مهمة أمنية. وأوضحت أن القيادي المعروف في أوساط الجهاديين بلقب "الاشعث"، لا يتجاوز الخامسة والثلاثين من العمر، وهو مكلّف تسلم زمام العمل الامني في أحد التنظيمات الجهادية في لبنان. ولم يُعرف ما إذا كان "الاشعث" سيتولّى مهام القيادة فحسب أم التنسيق أيضاً مع تنظيمات أخرى.

وفي استقراء للمرحلة السابقة، أشارت المصادر الى أن "العمليات السابقة اعتمدت على نوعٍ واحد من الأعمال في كل الأماكن يعتمد سيارة مفخخة وانتحارياً"، مشيرة الى أنّ المرحلة الجديدة ستشهد تغييراً جزئياً في الأسلوب، وإذ أكدت أنه "لن يكون هناك استغناء عن العمليات الانتحارية، ولكن في المقابل سيجري تعزيز دور المفخخات والعمليات الانغماسية لأن وقعها أكبر". وأشارت الى أن ذلك "سيُحدد تبعاً لطبيعة المكان المستهدف والأمور كلها مباحة". وتؤكد المصادر أن "الحرب ضد كل من يستبيح دماء المسلمين في لبنان ستنطلق مجدداً. والأمر لن يكون محصوراً بحزب الله وحده أو بالجيش، وإنما ستطال مصالح غربية تعمل على قهر المسلمين ما دعت الحاجة إلى ذلك".

في موازاة ذلك، أقرّ قيادي اسلامي متشدد يدور في فلك التنظيمات الناشطة في لبنان بأن "الاستراتيجية السابقة قد ضُربت"، عازياً ذلك إلى "الخروق الإلكترونية والأمنية والعثرات الأمنية على الطرقات". من دون أن يستبعد إمكانية "وجود خرق بشري بين الجهاديين، وهو أمر طبيعي لأن التنظيم عندما يكبر تزداد احتمالات خرقه".