أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ الرئيس ميشال سليمان عليه أن يقتنع بأنّ التاريخ قد تخطّاه والمستقبل قد تخطّاه، مشدّداً على أنّ كلّ ما يفعله اليوم هو لزوم ما لا يلزم، معربًا عن اعتقاده بأنّ إعادة انتخاب الرئيس سليمان تعني أنّ كلّ الموارنة في لبنان ماتوا ولم يعد هناك غيره.

وفي حديث إلى تلفزيون "الميادين" ضمن برنامج "آخر طبعة" أدارته الإعلامية ضياء شمس، أشار أبو فاضل إلى أنّ رئيس الجمهورية لم يكن يومًا يُنتخَب في لبنان بموجب معركة فعلية، لافتاً إلى أنّ الخارج هو الذي يقرّر من هو الرئيس في لبنان، واعتبر أنّ الاستحقاق الرئاسي قد يُرحَّل لما بعد شهر حزيران، معتبراً أنّ لبنان ليس أولوية بالنسبة للدول الكبرى في الوقت الحاضر لأنّها لا ترى أنّ وجود رئيس جمهورية يمكن أن يقدّم أو يؤخّر شيئًا في المعادلة.

من جهة ثانية، شدّد أبو فاضل على أنّ قائد الجيش العماد جان قهوجي ليس هاوي حروب مع أحد، مستهجنًا ما نسبته صحيفة الشرق الأوسط من افتراءات واختراعات، معتبرًا أنّ النفي الذي صدر عن قيادة الجيش والذي أكدت فيه أنّ العماد قهوجي لم يتطرق في حديثه لأيّ موضوع سياسي هو في مكانه.

وفي سياقٍ آخر، أكد أبو فاضل أنه يثق بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يمسك بملف العسكريين المخطوفين، وجدّد القول أنه شخصيًا مع عملية عسكرية إما يُنقَذ الجنود بنتيجتها وإما يحصل الذي يحصل.

التاريخ تخطى ميشال سليمان

أبو فاضل علق على طرح الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان نفسه كمرشح للانتخابات الرئاسية شرط أن يكون توافقيًا، فأعرب عن اعتقاده بأنّ إعادة انتخاب الرئيس سليمان تعني أنّ كلّ الموارنة في لبنان ماتوا ولم يعد هناك غيره، وأشار إلى أنّ الرئيس ميشال سليمان كان هو المشكل وليس الحلّ. وفيما لفت إلى المثل المعروف "من يجرّب المجرّب يكون عقله المخرّب"، اعتبر أنّ على سليمان أن يعتاد على الجلوس في المنزل.

واستغرب أبو فاضل كيف أنّ الرئيس سليمان لا يزال يتمسّك بورقة إعلان بعبدا، وذكّر كيف أنه اختلف مع الجميع، بمن فيهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون قبل أن يصوّب أيضًا باتجاه حزب الله ويوصّف لغته بالخشبية، ملاحظًا أنّه بقي حتى اللحظة الأخيرة يطمع بالتمديد لنفسه، واعتبر أنّ هناك مشكلة فعلية لديه، وعليه مراجعة طبيب نفسي في هذا الخصوص.

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ سليمان بقي حتى اللحظة الأخيرة يأمل بالتمديد لنفسه برغم كلّ ما قاله ويقوله، مشدّداً على أنّ كلّ ما يفعله اليوم هو لزوم ما لا يلزم، وأعرب عن اعتقاده بأنّ الرئيس ميشال سليمان عليه أن يقتنع بأنّ التاريخ قد تخطّاه والمستقبل قد تخطّاه، وقال: "لا يمكن لشخص لا يزال ينتظر اتصالاً من الرئيس بشار الأسد ولشخصٍ عادى الجميع أن يقول أنه مرشح توافقي".

الخارج هو الذي يقرّر

وفي سياق متصل، رفض أبو فاضل الحديث عن استهتار في ملف رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أنّ رئيس الجمهورية لم يكن يومًا يُنتخَب في لبنان بموجب معركة فعلية، بل إنّ اسم الرئيس كان يُعرَف دائمًا قبل جلسة انتخابه، لافتاً إلى أنّ الخارج هو الذي يقرّر من هو الرئيس في لبنان، موضحًا أنّ لبنان هو دائمًا مفعول به ولم يكن يومًا فاعلاً بأحد.

وشدّد أبو فاضل على أنّ هذا البلد لا يسير إلا بالتوافق، وعليه أن يُرضي كلّ الدول، وأشار إلى أنّ قضية الانتخابات الرئاسية مرهونة بالوضع في المنطقة برمّتها، ولفت إلى أنه حتى في حال اتفقت الولايات المتحدة الأميركية والدول العظمى والجمهورية الإسلامية في إيران، فإنّ هذا الاتفاق لن يُترجَم فورًا انتخابًا للرئيس.

ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الاستحقاق الرئاسي قد يُرحَّل لما بعد شهر حزيران، معتبراً أنّ لبنان ليس أولوية بالنسبة للدول الكبرى في الوقت الحاضر لأنّها لا ترى أنّ وجود رئيس جمهورية يمكن أن يقدّم أو يؤخّر شيئًا في المعادلة.

بكركي لا يجب أن تكون طرفاً

وأشار أبو فاضل إلى أنّ بكركي تسعى لانتخاب رئيس ولا يجب أن تكون طرفًا في المعادلة، لكنه لفت إلى أنّ بكركي كانت دائمًا على خلاف مع رؤساء الجمهورية، وهي لم تكن يومًا على وفاق مع الرئيس. وفيما أكد احترامه وتقديره للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، لفت إلى أنه لا يوجد بند في الدستور يقول أنّ أيّ نائب يعطل النصاب يصبح خائنًا، مشيراً إلى أنه في المقابل هناك بند يقول أنه إذا تغيّب نائب عن ثلاث جلسات متتالية يُفصَل من المجلس النيابي، وسأل: "لماذا هناك نواب خارج لبنان لا يأتون؟"

وأكد أبو فاضل أنّ رئيس الجمهورية يأتي في لبنان دائمًا بعد مشكل، متمنيًا أن لا يتكرّر الأمر هذه المرّة، مشيراً إلى أنّ هناك وعيًا لدى الأفرقاء يتجسّد من خلال الحوارات التي تشهدها الساحة اللبنانية، معلناً أنه يؤيّد الحوار مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لأنّه يهدّئ الشارع، وإن استبعد أن يصل هذا الحوار وغيره من الحوارات إلى نتائج عملية على الأرض.

قهوجي ليس هاوي حروب مع أحد

وفي سياقٍ منفصل، أكد أبو فاضل أنّ قائد الجيش العماد جان قهوجي ليس هاوي حروب مع أحد، مستهجنًا ما نسبته صحيفة الشرق الأوسط له لجهة قوله أنّ الوقت غير مناسب حاليا للرد على الإساءات التي وجهها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله للسعودية ودول الخليج نظير توجيهها غارات جوية لمعاقل المتمردين الحوثيين في اليمن، معتبرًا أنّ النفي الذي صدر عن قيادة الجيش والذي أكدت فيه أنّ العماد قهوجي لم يتطرق في حديثه لأيّ موضوع سياسي هو في مكانه، لأنّ هذه الصحيفة باتت تخترع الأخبار وتكذب.

وإذ أكد أبو فاضل أنّه يشكر كلّ من يقدّم أيّ شيء للجيش اللبناني، مشيرًا إلى أنّ الهبة السعودية قيّمة، شدّد على أنّ العماد قهوجي لا يمكن أن يدلي بهكذا كلام حول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ليس لأنه مرشح لرئاسة الجمهورية، ولكن لأنه قائد جيش أولاً، خصوصًا أنّ تجربة ميشال سليمان هي تجربة لن تتكرّر في لبنان.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ من مصلحة صحيفة الشرق الأوسط أن تخترع وتفتري وتتجنّى على هذا الصعيد، معرباً عن أسفه لهذا النهج الصحافي البعيد عن الموضوعية والمهنية.

حظوظ عون إما مئة بالمئة أو صفر

ورداً على سؤال، نفى أبو فاضل علمه بما إذا كان حظوظ للعماد جان قهوجي في الملف الرئاسي، مشدّدًا على أنّ رئاسة الجمهورية تُطبَخ خارج لبنان، وأشار إلى أنّ العماد ميشال عون مثلاً إما حظه مئة بالمئة أو صفر بالمئة، وطالما أنه لا يريد أن ينسحب، لا يمكن لأحد أن يحصل على الأكثرية لانتخاب رئيس، ولكنه لفت إلى أنّه إذا أتت الورقة الخارجية أتت باسمٍ آخر فإنّ الكثير من النواب سيذهبون ويصوّتون لهذا الاسم، جازمًا أنّ العماد عون يعرف هذا الأمر، وكذلك باقي المرشحين.

وشدّد أبو فاضل على أنّ حزب الله لا يمكن أن يأتي برئيس للجمهورية يكون ضدّه، علمًا أنّ مرشحه هو العماد ميشال عون، وأكد أنّ الأخير يقول أنه لن يرشح أحداً وأنه مستمرّ بموقفه الحال لأنّه يرفض تكرار غلطة الدوحة، وهو ما قاله في ذكرى 14 آذار في الحبتور.

وأكد أبو فاضل، ردًا على سؤال، أنّ هناك العديد من المرشحين الذين باتوا معروفين، ومنهم قائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والوزير السابق جان عبيد والوزير السابق مروان شربل ومدير المخابرات السابق العميد جورج خوري.

السيد نصرالله كسر الخطوط الحمراء

وتوقف أبو فاضل عند خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وردود الفعل عليه، حيث أشار إلى أنّ السيد نصرالله كسر المحرّمات والخطوط الحمراء بحديثه عن السعودية وآل سعود والعائلة الحاكمة والوهابيين، ولفت إلى أنّ الموضوع أصبح اليوم واضحًا أنّ هناك محورين مهمين وضخمين بالمنطقة، السعودية وأميركا من جهة وإيران التي تتفاوض مع أميركا، وفي نفس الوقت هناك دول في المنطقة مثل إسرائيل الكيان المحتلّ للأراضي الفلسطينية وتركيا وغيرها يغيظها هذا الاتفاق الأميركي الإيراني، مشدّدًا على أنّ إسرائيل والسعودية لا تريد هذا الاتفاق لأنّ دورها يتراجع.

ورأى أبو فاضل أنّ ما حصل في اليمن هو عدوان بكلّ ما للكلمة من معنى، مشيراً إلى أنّه يرفض الذرائع التي تعتمدها السعودية لتبرير عدوانه بوصف دفاع عن النفس بوجه أيّ تهديد محتمل لأمنها القومي مع التمدّد الإيراني بالمنطقة، ولفت إلى أنّ الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي لم يكن يريد مفاوضات ولا يريد إدخال الحوثيين وغير الحوثيين في الحراك السياسي الحاصل في البلد، داعيًا لامعان النظر في أسباب المشكلة التي حصلت بدل لوم الحوثيين وتحميلهم مسؤوليته بالمطلق.

الهجمات الجوية ستتوقف

وفيما اعتبر أبو فاضل أنّ السعوديين ورّطوا أنفسهم في الحرب، أعرب عن اعتقاده بأنّ الإيرانيين وحدهم قادرون على إنزالهم من الشجرة، وهم يناشدون يوميًا إيجاد حلّ ويدعون المملكة العربية السعودية البحث بحلّ سياسي بدل الحلّ العسكري.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ السعودية شنّت حربها واتكلت على مصر وباكستان وتركيا، ولفت إلى أنّ السعوديين يملكون كلّ وسائل الإعلام في المنطقة، بدليل أنّ خطاب السيد نصرالله لم يُنقَل كما كان يفترض أن يُنقَل من الناحية المهنية، متحدّثاً عن ضغط معنوي ومادي تمارسه المملكة العربية السعودية كونها تملك المال.

ولاحظ أبو فاضل أنّ السيد نصرالله قال كلامًا مهمًا جدًا في خطابه الأخير حين أشاد بمصر وبباكستان بعدم تدخلهم، ولفت إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصفه بالعثماني الذي ذبح جدّه الأرمن في مثل هذه الأيام، ذهب فورًا إلى إيران، وأكد أنّ الهجمات الجوية ستتوقف بعد فترة، خصوصًا أنه لم يعد هناك من أهداف يمكن ضربها، وأعرب عن اعتقاده بأنهم لن يستطيعوا إعادة عبد ربه منصور هادي.

السعودية في ورطة

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ فريق 14 آذار يعمل لدى المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أنّ المعركة اليوم هي معركة المملكة العربية السعودية فإما أن تنتصر وإما أن تنهزم، واعتبر أنّها عندما تتعرّض للهجوم من قبل السيد حسن نصرالله، فهي ستكلف من تدفع لهم الاموال للرد على السيد حسن نصرالله، وهذا ما حصل.

وفيما اعتبر أبو فاضل أنّ العقوبات على الحوثيين لن تقدّم ولن تؤخّر، شدّد أيضًا على أنّ التعويل على مجلس الأمن الدولي وعلى القوى العظمى هو الآخر لن يقدّم ولن يؤخر، وأعرب عن اعتقاده بأنّ السعودية أصبحت في ورطة، خصوصًا في ظلّ رفض الباكستاني الدخول في الحرب.

وحذر أبو فاضل من أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يسقط حكمًا في حال أرسل عسكريًا واحدًا إلى اليمن لأنه يعرف ما ينتظره في سيناء، ولا يمكن للإخوان المسلمين أن يتراجعوا في مصر.

المطلوب عملية عسكرية

ورداً على سؤال حول ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة وتنظيم داعش، أكد أبو فاضل أنه يثق بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يمسك بالملف، وجدّد القول أنه شخصيًا مع عملية عسكرية إما يُنقَذ الجنود بنتيجتها وإما يحصل الذي يحصل.

ورفض أبو فاضل بشكل نهائي إمكانية مقايضة الجنود بالإرهابيين، وشدّد على أنّ المطلوب عملية عسكرية لأنّ الجنود اللبنانيين خُطِفوا في قلب لبنان، ولم يُخطَفوا في سوريا كما حصل مع حزب الله مثلاً، وتساءل: "هل الأميركي يفاوض الإرهابيين إذا خطفوا له عسكريًا في نيويورك مثلاً؟"