رأى مفوّض الإعلام في الحزب "التقدمي الاشتراكي" رامي الريّس أنه "من الطبيعي أن يكون موقف فريق 8 آذار حاداً تجاه رئيس الحزب النائب ​وليد جنبلاط​، وقد اعتدنا على ذلك في كل مرّة يختلف فيها جنبلاط في قراءته للأوضاع السياسية الداخلية أو الإقليمية مع هذا الفريق، غير أن لا مسوّغ على الإطلاق لهذه الاتهامات، فجنبلاط حدّد موقفه من عاصفة الحزم منذ اليوم الأول وهو وقوفه إلى جانبها لأنها حق مشروع للسعودية في الدفاع عن نفسها، وهو لم يأتِ بشيء جديد في هذا الإطار".

وفي حديث لصحيفة "المستقبل" اكد الريس ان جنبلاط لا يزال من المطالبين بشدّة بضرورة الحوار وتنظيم الخلاف بين اللبنانيين، وهو وظف هذا الموقع لحماية الاستقرار والسلم الأهلي في مختلف المنعطفات وسيواصل هذه السياسة مهما كانت الأثمان، مشيرا إلى أن "الأحداث التي وصفها جنبلاط في موقفه الأخير التي نجمت عن أحلام التمدّد الإيراني إلى داخل العالم العربي، هي احداث واقعية ولم تقع منذ زمن طويل"، لافتا الى "الدعم الايراني اللامحدود لنظام الرئيس بشار الأسد، وتمسّكها به، أدّى إلى تدمير سوريا وحضارتها التي تمتد إلى آلاف السنين، كما أدى إلى تهجير أكثر من ربع عدد سكانها ناهيك عن عيش الباقي منهم تحت رحمة الكيماوي والبراميل المتفجّرة، ووصول الآلاف من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية المتحالفة معه لدعم صمود النظام في وجه الثورة المحقّة لأبناء سوريا".

ويسأل الريّس "هل هذه الأحداث هي من صلب خيال جنبلاط أم هي موثّقة وتدور واقعياً على الأرض إن في سوريا أو في العراق؟، هل هذا الواقع جدير بالطرح أم يجب أن يُصار إلى غضّ النظر عنه وعدم التحدّث به، كي لا يشعر فريق الممانعة بالإحراج؟ وهل كان على السعودية بعد ما جرى في اليمن على يد بعض الحوثيين الذين تولّت إيران تدريبهم وتسليحهم ودفعهم إلى الانقلاب على السلطة الشرعية، وتزويدهم بصواريخ يمكنها أن تطال عمق السعودية وتهديد مدنها من مكة المكرمة إلى الرياض، أن تقف مكتوفة الأيدي والتفرّج على إمتداد النفوذ الإيراني حتى حدودها الجنوبية، وهي في العراق على حدودها الشمالية الشرقية، وعدم التصرّف بحزم؟".

وكّأد الريّس أن جنبلاط باقٍ في مكانه ومصرّ على مواقفه وليس عليه تسويغ أي موقف يتخذه أكان يصب في خانة هذا الفريق أم ذاك، وبالتالي فإن المطلوب هو بعض التبصّر من قبل الجميع في ما يعلنه جنبلاط، وعدم إطلاق العنان لمخيلاتهم ووضع التحليلات التي تتضمّن تصعيداً غير موفق وغير مجدٍ".