اشار رئيس حزب الكتائب امين الجميل في حديث الى اذاعة "الرسالة" الى اننا "نتخوف في الوقت الحاضر من كل الحراك الموجود على الساحة العربية وفي كل الدول وكأنه يلتقي مع الاهداف الصهيونية"، ولفت الى ان "ما نعيشه في بعض الدول العربية بمثابة انتحار جماعي وهو ليس بريئا وكأن المصالح الاسرائيلية تلتقي مع مجموعة من الحركات"، اضاف "لا يوجد رجل واع ومنطقي إلا ويقتنع ان هناك تنسيقا عن حسن او سوء نية بين الحركات الاسرائيلية وبعض الحركات التي نعيشها في العالم العربي، ونحن نبهنا منذ عقود من الزمن من هذا المنحى لان اسرائيل لا تقوى الا اذا كان هناك رديف لهافي العالم العربي يلاقي طموحاتها".

واوضح ان "القضية العربية هي قضية استيعابية لكل فئات الشعب العربي في كل الاقطار، بمعزل عن العرق والدين والمذهب لكن ما نشهده الان هو تقسيم للهوية العربية وتقزيمها واختزالها بدعوات لا علاقة لها بالعروبة والاسلام والانسانية، وما نشهده هو نقيض لكل ما يؤمن به اي انسان مؤمن ومخلص".

واوضح ان "توجه الكتائب هو العودة الى الدولة والالتفاف حولها وحول المؤسسات الدستورية والامنية، هذا ما يحمي لبنان والا نقع في فخ التشرذم، ونحن نعتبر انه على الصعيد الوطني اللبناني لا يمكن الا ان نعزز النسيج الوطني اللبناني وان نلتف حول اهداف رسمية واضحة وحول المؤسسات لان احداً لا يمكنه لوحده ان يواجه هذه الحركات". ودعا للوحدة حول اهداف وطنية واضحة وان نلتف حول المؤسسات الرسمية لاسيما الجيش القادر برمزيته ووحدته واهدافه الوطنية وعتاده ان يواجه، شرط ان نكون مخلصين وصادقين بدعمه من دون اي اجندا".

واكد الجميل ان "كل الشعب اللبناني يتعاطف مع العسكريين المخطوفين واهاليهم، ونأمل ان تنتهي هذه المأساة في اسرع وقت، ونحن نقدر الجهود التي يبذلها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم فالمهمة صعبة ومعقدة"، واعتبر ان الوضع في ​عرسال​ دقيق وصعب، والمطلوب من القوى الامنية عدم التوقف على حساسيات معينة لحل شؤون المنطقة، وهناك خطر داهم من الحركات التكفيرية، وهناك اهالي عزل يعانون من ضغوطات دائمة، وهناك مشروع زيارة الى منطقة بعلبك للوقوف الى جانب الاهالي الصامدين، ويجب ان يكون هناك وعي لتجاوز بعض الحساسيات والاشكالات، ويجب اتخاذ كل الاجراءات لحماية الاهالي". واعتبر ان الاهم هو حماية الحدود والاهالي وللوصول الى هذا الهدف يجب ان يحصل تحرك جدي من قبل الاجهزة الامنية.

ولفت الى ان "نسبة اللاجئين في لبنان تفوق اي تصور وهي الاكبر بالمقارنة مع اي دولة، ولا نملك عصا سحريا لمواجهة هذه المشكلة التي تفوق قدرة لبنان الامنية والدميغرافية والاجتماعية والاقتصادية"، واعتبر ان وضع النازحين ليس امرا سهل المعالجة، والدولة ارتكبت خطأ بالسماح باستباحة الحدود بهذا الشكل واي دولة تحترم نفسها لا تفتح حدودها من دون تنظيم. ويجب درس مواقع المخيمات وفصلها عن القرى اللبنانية لكي لا تصبح هذه الاخيرة تحت رحمة المخيمات.

واشار رئيس الكتائب الى ان "الفراغ الرئاسي نتج عنه تعطيل اعمال مجلس النواب رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس نبيه بري، وهذا يوصلنا الى فراغ في الاجهزة الامنية والاقتصادية فالبكاد تمكن مجلس الوزراء من تعيين هيئة الرقابة على المصارف، فالادارة اللبنانية كلها معطلة ولبنان كله معطل، والملف الامني لا يمكن فصله عن باقي الملفات، واذا لاحظنا تكوين مجلس الوزراء نرى ان هناك استحالة لانتخاب قائد الجيش، فهل يجب ترك البلد فلتان؟ واعتبر ان هناك اسماء جدية لقيادة الجيش، منهم اللواء شامل روكز وغيره من الضباط المسؤولين، واذا لم نستطيع تعيين قائد جيش سنذهب الى التمديد لقائد الجيش ​جان قهوجي​، رغم اننا سنعمل بجهد لتعيين قائد جيش، ولكن لا يمكن لا نجد حل ونترك المؤسسات في مهب الريح.

واعتبر ان الملف الرئاسي هو "الملف" والقضية والمأزق، البعض يتحدث عن انتظار اشارة من الخارج لكن لا اعرف كيف لا يعتبر من يعطل هذا الاستحقاق بان هذا الامر يشكل اهانة لهم، وبري يبذل كل الجهود اللازمة وهو متحرر من كثير من القيود لكن لسوء الحظ لا يتم التجاوب معه، وسأل "ألا يشعر النواب الذين يعطلون الانتخاب انهم يعطلون مسيرة بلد ككل؟ والقول اننا ننتظر اشارة من الخارج هو اهانة للبنانيين والواجب الوطني يقتضي من النواب النزول الى البرلمان". اضاف "مشروع انتخاب رئيس من الشعب هو مشروعي وسنعيد طرحه في الوقت المناسب، فاليوم هناك استحقاق ومن المفترض النزول الى المجلس وننتخب رئيساً وعندها يبحث الرئيس العتيد والمجلس النيابي تطوير النظام، ولكن لا يمكن بحث هذا الملف في ظل عدم انتظام للحياة السياسية في لبنان، وحسب الدستور الحالي علينا النزول الى المجلس وانتخاب رئيس ومن يعطل ينقلب على الدستور والنظام والمصلحة المسيحية والوطنية على حد سواء".

وعن حوار القوات والتيار الوطني الحر، اعتبر ان الوضع اللبناني لا يُختزل بشخصين، وهذا الحوار إذا لم يؤد الى فتح مجلس النواب ويُنتخب رئيس وان نستعيد الحياة الدستورية لا يكون لهذا الحوار اي معنى.

وعن ترشحه للرئاسة، اعتبر انه في الوضع الراهن الظروف هي التي تحدد نوعية الشخص الذي يجب ان يُنتخب، وعلى المجلس النيابي ان يحدد من هو الشخص الانسب لهذه المهمة، وانتخاب الرئيس كان يجب ان يتم قبل 25 ايار 2014، وكل ما حصل بعد هذا التاريخ هو هرطقات وانقلاب على الدستور ولا يمكن استخدام مواد دستورية لتعطيل المؤسسات، واستخدام الثلث المعطل امر لا أخلاقي وغير دستوري ولا يخدم المصلحة الوطنية ولا المسيحية وفيه طعن بالميثاق الوطني ككل. وناشد كل القوى السياسية التي تشارك بتعطيل النصاب ان ما يفعلونه هو انتحار.

وعن امكانية عقد جلسة نيابية، اشار الى انه يقدّر دور بري خصوصا انه يدير اليوم حوار المستحيلات ويحافظ عليه، لكن في المقابل لا يمكنه خلق المستحيلات فالدستور واضح بأنه في ظل الفراغ الرئاسي يتحول المجلس الى هيئة انتخابية وليس تشريعية. ولفت الى ان الفراغ يجب ان يشكّل ضغطاً على النواب لانتخاب رئيس، والشعب اللبناني يتأقلم أكثر فأكثر مع الفراغ وهناك مجموعة هرطقات الزامية نمارسها بسبب الفراغ. ولفت الى ان بري يقوم كل ما بوسعه لكن طالما لم ينتخب رئيس للجمهورية كل المؤسسات الاخرى تكون معطلة لان الجسم لا يمكن ان يسير من دون رأس. اضاف عدد نوابنا لا يقدم ولا يؤخر في نصاب الجلسات التشريعية لكن موقفنا مبدأي انطلاقا من نص الدستور والميثاقية فطالما الرئيس لم ينتخب لا يمكن ان تعمل باقي المؤسسات بشكل طبيعي وتصبح رئاسة الجمهورية مؤسسة يمكن الاستغناء عنها.