أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ الوجود السوري في لبنان كان ضرورياً ومؤقتاً، نافيًا وجود تبعية لسوريا في لبنان اليوم، متحدّثاً عن تحالف استراتيجي ووجودي، لافتاً إلى أنّ أيتام غازي كنعان ورستم غزالة هم في 14 آذار وليس في 8 آذار.

وفي حديث إلى تلفزيون "الجزيرة" ضمن برنامج "الواقع العربي" أدارته الإعلامية خديجة بن قنّة وجمعه والنائب مروان حمادة، وتمحور حول الدور السوري في لبنان في الذكرى العاشرة للانسحاب السّوري من الأراضي اللبنانية، أشار أبو فاضل إلى أنّ الوزير السابق ميشال سماحة أخطأ، ورأى أنّ الاعتراف هو سيد الأدلة، لكنه أوضح أنّ زوجته أوضحت هذا الكلام، عندما قالت أنه استُدرِج إلى هذا الجرم، وهذا ما قاله هو أيضًا في المحاكمة، معتبراً أنّ جلسات المحاكمة لا تقدّم ولا تؤخّر.

ورداً على سؤال، قال أبو فاضل: "نحن مع سوريا في سوريا ونحن لسنا مع سوريا في لبنان"، وأضاف: "نحن لسنا من أيتام رستم غزالة وغازي كنعان، وهذا الأمر تعرفه قوى 14 آذار، لكن في 14 آذار هناك شخصيات حكمت لبنان وحكمتنا ونحن كنّا ضدّها لأنهم كانوا مع رستم غزالة وكانوا مع غازي كنعان".

الوجود السوري كان ضرورياً ومؤقتاً

أبو فاضل لفت إلى أنه لا يستطيع أن يجاري النائب مروان حمادة في ما ذهب إليه، فهو قد أقام الدنيا وأقعدها فقط على الوجود السوري في لبنان عندما كان، وأشار إلى أنّ الوجود السوري في لبنان كان ضرورياً ومؤقتاً بلسان الشهيد الرئيس رفيق الحريري، وهذا ما قاله في المجلس النيابي.

ورداً على سؤال، نفى وجود تبعية لسوريا في لبنان اليوم، لافتاً إلى وجود اتفاق سياسي ووجودي بين الفريق الممانِع وخصوصًا فريق المقاومة الإسلامية في لبنان التي رفعت رأس العرب ممثلة بحزب الله والتي يرأسها سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله.

غطاء أميركي وسعودي وفاتيكاني

وأشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد قال أنه ربما أخطأ في لبنان في بعض المراحل، وأضاف: "نعم، لقد أخطأ السوريون في لبنان، وخاصة في العام 2000 عندما لم ينسحبوا، وكان من المفترض أن ينسحبوا لأنّ الغطاء الدولي الذي غطّى السوريين في لبنان عندما دخلوا هو غطاء أميركي وسعودي وفاتيكاني منذ العام 1977، وهذا ما لا نستطيع أن ننكره، لكن عندما رُفِع الغطاء كان يجب أن يخرجوا عام 2000 وأن لا يتحمّلوا هذا الأمر وأن لا يحصل ما حصل حتى اليوم".

وأكد أبو فاضل أنّ الفريق الممانع لم يطالب ببقاء الجيش السوري في لبنان في العام 2005 بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وقال: "عندما قامت قوى الممانعة في لبنان، قالت شكراً سوريا ولم يقدم الرئيس إميل لحود أو الرئيس سليم الحص أو الرئيس الراحل عمر كرامي بتسليم مفتاح لا بيروت ولا طرابلس"، وأضاف: "الذي قدّم مفتاح بيروت للسوريين ولغازي كنعان هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن بعيدون كلّ البعد عن هذا القول".

وشدّد أبو فاضل على أنّ حزب الله كان أكثر الأحزاب ظلمًا من هذه الأجهزة الاستخبارية السورية، وهذا أمر معروف لدى الجميع، وذكّر بأنّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون قال "أنا مع سوريا في سوريا".

ميشال سماحة أخطأ

من جهة ثانية، أكد أبو فاضل ردًا على سؤال أنّ الوزير السابق ميشال سماحة أخطأ، لكنه لفت إلى أنّ سماحة أخطأ مثله مثل أيّ فرد آخر حمل سلاحًا في لبنان، معتبراً أنّ خطيئة ميشال سماحة أنّ شخصية بمستوى ميشال سماحة يضع متفجّرات وينقل متفجّرات في سيارته.

وإذ لاحظ أنّ هذا الأمر قد اعترف به، مشدّداً على أنّ الاعتراف هو سيد الأدلة، أشار إلى أنّ زوجته أوضحت هذا الكلام، عندما قالت أنه استُدرِج إلى هذا الجرم، وهذا ما قاله هو أيضًا في المحاكمة، مؤكداً عدم جواز الاستدراج إذا كانت شخصية من فرع المعلومات كميلاد كفوري وراء ذلك كما تسرّب من جلسة المحاكمة، لكنه رفض تبرئة أحد من أخطائه.

ورداً على سؤال آخر، اعتبر أبو فاضل أنّ جلسات المحاكمة لا تقدّم ولا تؤخّر، مشيراً إلى أنّ اللواء الذي قيل عنه أنه مرتبط بالقضية وأنه سلّم الوزير السابق ميشال سماحة متفجّرات لم يستطيعوا تبليغه، والوزير السابق ميشال سماحة يُحاكَم اليوم أمام القضاء العسكري الذي طالب الكثيرون في قوى 14 آذار بإلغائه.

نحن مع سوريا في سوريا

وأشار أبو فاضل إلى أنّ الشهود في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وهم من قياديي 14 آذار وكلهم مقرّبون من الرئيس الشهيد رفيق الحريري قالوا أنّ الرئيس الحريري كان يدعم المخابرات السورية أو كانت تبتزّه وتأخذ منه أموالاً، وسأل: "لماذا كان يدفع لها الأموال؟" وأردف: "لكي يحقق مصالحه ومصالح الشارع وربما اقتصاديًا كان يريح البلد"، واعتبر أنّ القرار الاتهامي في المحكمة قال أنّ حزب الله هو الذي اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكنّ الشهادات اليوم في المحكمة تُحوَّل اليوم إلى سوريا على طريقة قصص وأخبار.

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل وجود ارتباط عضوي بين حزب الله وإيران، وقال: "أنا إذا كنت أؤيّد هذا الفريق من 8 آذار، لا أستطيع أن أنكر هذا الارتباط العضوي بين حزب الله وإيران وسوريا الرئيس بشار الأسد"، وأضاف: "حزب الله لديه عمق والسوريون لديهم عمق مع حزب الله، وهذا عمق استراتيجي وتحالفي وهذا أمر طبيعي، فهناك محوران في المنطقة، محور خليجي ومحور آخر إيراني ممثل بإيران وسوريا وحزب الله وقوى 8 آذار وأيضًا في العراق ببعض القوى، وهذا الأمر واضح". وتابع: "لا يمكن أن نُتَّهَم بشيء وحزب الله يقوله دائمًا والرئيس الأسد يقوله وكلّ المسؤولين في اليمن والعراق وغيرهم يقولونه، وهذا ليس اتهامًا بل هذا تعاون وتحالف فيما بينهم". وخلص قائلاً: "نحن مع سوريا في سوريا ونحن لسنا مع سوريا في لبنان".

لسنا من أيتام غزالة وكنعان

واعتبر أبو فاضل أنّ الدول التي رافقت اتفاق الطائف لم تضغط على السوري كالسعودية وكمصر والأميركيين أيضًا لم يضغطوا على سوريا كي تنسحب من لبنان وفقاً لاتفاق الطائف في العام 2000، وكان هناك غطاء لهذا الأمر، وقال: "نحن عانينا الكثير، نحن لسنا من أيتام رستم غزالة وغازي كنعان، وهذا الأمر تعرفه قوى 14 آذار، لكن في 14 آذار هناك شخصيات حكمت لبنان وحكمتنا ونحن كنّا ضدّها لأنهم كانوا مع رستم غزالة وكانوا مع غازي كنعان وكانوا مع كلّ هذا الجهاز الأمني اللبناني السوري الذي دعوس المواطنين وركب عليهم".

واعتبر أبو فاضل أنّ انسحاب الجيش العربي السوري من لبنان يعني دخول جيوش أخرى، وأشار إلى أنه لم يدخل جيش آخر وهناك أزمة حكم في لبنان، وهناك أزمة موازنة، لافتاً إلى أنه منذ انسحاب الجيش العربي السوري من لبنان الذي يؤيّده لم تحصل موازنة مالية للدولة، كما أنّ هناك أزمة أمن ومشاكل متعدّدة.