رفض رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة الكلام عن صفقة حول شامل روكز وعماد عثمان، معربا عن قلقه من حال الاهتراء الذي تعيشه مؤسسات الدولة، مِن الفراغ في رأس الهرم إلى الشلل في عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية، والأهم أعباء المالية العامة المتوجبة على الدولة والتي بلغت 70 مليار دولار.

وأكد السنيورة في حديث صحافي انه مع إقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة، ولكن ليس سلسلة منتفخة بزيادات غير مدروسة وغير محسوبة في انعكاساتها على الاقتصاد. فلا يمكن الإيغال بعملية الاستسهال التي حصلت مع زيادة رواتب القضاة وأساتذة الجامعة.

أما عن الحوار مع حزب الله قال: "الحوار سيستمر، حتى ولو لم يُؤدِ إلى نتيجة. نحن سنستمر في الحوار، علّنا ننجح في استرجاع "حزب الله" من الحضن الإيراني، حيث هو موجود الآن، وإنْ لم يَعترف بذلك".واضاف: "

الهوّة كبيرة بين تيّار "المستقبل" و"حزب الله" حول المسائل المُختلَف عليها، وهي جرى "ربط نزاع" حولها. لكن ذلك لا يمنع مِن أنْ نعبّر عنها ونُذكّر بها. ربط النزاع لا يعني طمسها وعدم رفع الصوت حيالها".

ورأى السنيورة ان "حزب الله" يخطف الرئاسة ويتحكّم بها: "إما السير بالعماد ميشال عون اللي ما بتريدوا، وإما بتحكوا معنا بالمرشح اللي منريدوا"، ويبدو على كثير من الاقتناع بأن أحداً لا يستطيع السير بالعماد عون. والبطريركية المارونية، بما كانت تمثله من ثقل سابقاً، غير قادرة اليوم أن تلعب الدور نفسه.

وردا على سؤال حول حوار عون - المستقبل، وما يُحكى عن صفقة شامل روكز - عماد عثمان؟ كان ردّه: لا أستسيغ كثيراً كلمة صفقة، في العمل السياسي لا بدّ من تقييم الأمور واحتساب المخاطر والحسنات والسيئات. في المنطلق يمكن أن تكون هناك صفقة لإنهاء مشكلة، لكن أن يكون هناك تنازل يؤدي إلى إبقاء المشكلة فهو عمل غير محمود. كلام يُفهم منه، وإن لم يقله السنيورة مباشرة، أن المجيء بشامل روكز إلى قيادة الجيش لا بد أن يترافق مع إنهاء عقدة ترشيح الجنرال إلى الرئاسة.

وشبّه السنيورة ما يقوم به حزب الله "بنافورة" جنيف، بمعنى أن ما يقوم به مخالف لقوانين الطبيعة، التي تحكم نزول المياه وليس صعودها، وهو لا بدّ أن يُدرك ذلك وإن كان برأيه ليس حاضراً بعد.

أما "عاصفة الحزم" فمن المبكر القول من ربح، هناك خاسر لكن الأكيد أن الوضع العربي قد ربح، ثمة عصفور خرج من القفص وما عاد بالإمكان إعادته إليه، معتبرا ما جرى هو استرجاع للمبادرة في اتجاه استرجاع التوازن، فما حصل في اليمن يحتاج إلى عمل سياسي من الحكمة إلى المكر للوصول إلى نقطة تفرض حلاً سياسياً يستطيع أن يستوعب الجميع ويترافق مع عمل تنموي يطرح أفقاً وأملاً لمستقبل اليمنيين.