أوضحت صحيفة "الغارديان" الغارديان البريطانية أنه "قبل 100 عام أنزلت قوات التحالف عشرات الالوف من الجنود الأستراليين والنيوزيلنديين في شبه جزيرة غاليبولي التركية في محاولة لتنفيذ خطة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل للسيطرة على اسطنبول وفتح الطريق أمام القوات الروسية الحليفة للوصول إلى مياه البحر الأبيض المتوسط"، مشيرة الى أن "الكارثة التي نتجت عن ذلك بمقتل عشرات الألاف من الجنود أصبحت مسؤولية القيادة البريطانية حيث اتضح بعد ذلك عدم صحة افتراضاتها من تحولات الطقس ورد فعل الأتراك لتنسحب بقية القوات بعد ذلك".

وأوضحت الصحيفة أن "الكلفة كانت مقتل 35 ألف جندي بريطاني و10 الاف فرنسي و 9 ألاف أسترالي و3 ألاف قتيل نيوزيلندي بالإضافة إلى أعداد أكبر من المصابين"، لافتة الى أنه "رغم مقتل نحو 60 الف جندي تركي في هذه المعركة إلا أن الأمر لم يمثل أزمة كبيرة للقادة العسكريين في تركيا والخلافة العثمانية التى كانت تتفكك وبعد ذلك تشكلت في بريطانيا لجنة للتحقيق في ماجرى وسميت "لجنة الدردنيل".

وأشارت الى أن "أغلب ما جاء في تقرير لجنة الدردنيل سيسمع صداه أيضا في تقرير "تشيلكوت" المنتظر حاليا في بريطانيا حول ما جرى في الحرب على ​العراق​ عام 2003"، مقارنة بين تعامل الحكومة البريطانية مع تقرير "الدردنيل" وتعاملها حاليا مع تقرير "تشيلكوت" والذي لن يرى النور قبل العام المقبل بعد 7 سنوات كاملة من إطلاق عمل اللجنة.

ورأت أن "الموظفين الكبار في الوزارات المختلفة هم من يعطلون التقرير في انتظار تأكيدهم أي الوثائق يمكن نشرها أي المقاطع التى وجهت فيها اللجنة انتقادات لمسؤولين حكوميين يجب أن تبقى طي الكتمان حتى يتم الرد عليها طبقا للقانون"، معتبرة أن "الدروس المستخلصة من تقرير "الدردنيل" لم يتم تعلمها في التعامل مع تقرير "تشيلكوت" وأن الأزمة تكمن في أن القادة العسكريين يرون غضاضة في العودة إلى المسؤولين السياسيين"، متسائلة "ماذا تعلمنا غاليبولي بخصوص حرب العراق؟".