الارتداد المعوي داءٌ يصيب عددًا كبيرًا من الأطفال بعد ولادتهم، داءٌ يمكن أن يكون طبيعيًا ويزول مع الوقت، لكنّه في بعض الأحيان قد يتحوّل إلى مَرَضي وقاتل، وذلك كنتيجة لارتداد الحليب من المعدة نحو الأعلى، بحيث يدخل في رئتي الطفل فيموت إذا لم يتم التنبه له.

الإرتداد المعوي لدى الأطفال هو إضطراب في الجهاز الهضمي يؤثر على العضلة العاصرة السفلية للطفل ويؤثر على حلقة العضلات في المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم الى المعدة، وقد يُصَاب الطفل بالارتداد المعوي عندما لا تغلق العضلة الموجودة في نهاية المريء، بشكل محكم.

شائع عند الأطفال..

الإرتداد المعوي شائع عند الأطفال خاصة في الأشهر الستة الأولى من العمر وهو لا يُعَدّ مرضاً بل ينجم عن ارتداد متكرر للحليب من المعدة نحو الأعلى باتجاه المريء عبر فوهة المعدة المسماة بالفؤاد، وهو يحصل في أغلب الأحيان لأن الأولاد لا يجيدون شرب الحليب ويبقون نائمين أثناء تناول السائل.

وهنا يشرح طبيب الأطفال ​آلان صياد​ أن "هذا النوع من المشاكل التي يعاني منها الأطفال طبيعية، فهم في هذا السنّ بحاجة الى من يراقبهم بإستمرار خصوصًا بعد أن يتناولوا طعامهم حتى لا يختنقوا".

طبيعي أو مَرَضي؟

حوالي الستين بالمئة من الأطفال يعانون من الإرتداد المعوي الطبيعي في مقابل عشرة في المئة فقط يعانون من الإرتداد المعوي المَرَضيّ، بحسب ما يشير صياد، لافتاً الى أنه "في الحالة الاولى يخف لدى الاطفال حين يبلغون ستة أشهر ويزول مع المشي بعمر السنة"، لافتا الى أن "الوالدة تلاحظ أن الطفل ومنذ ولادته يصاب بارتداد الطعام وتكون الكمية المرتدة خفيفة ويبقى الطفل بحالة جيدة ويكسب الوزن بشكل جيد".

أما في الحالة الثانية، فيختلف الوضع بحسب صياد، حيث لا يزداد وزن الطفل ويخفّ طعامه، ويترافق هذا الامر مع مشاكل في التنفس وزيادة في سيلان اللعاب، "فالطفل في بعض الأحيان يحاول أن يأخذ وضعية يحاول فيها تخفيف الألم من خلال إمالة الرأس للخلف".

علاج وأدوية..

لا يحتاج الطفل المصاب بالارتداد المعوي الطبيعي إلى علاج بل الى مراقبة من قبل الأم. هذا ما يؤكده صياد، مشيراً الى أن "علينا فقط أن نعلّم الوالدة كيف تطعم الطفل وكيف تجعله يتجشّأ وينام".

أما الإرتداد المعوي القاتل، بحسب ما يشرح صياد، "فيحتاج الى علاج وأدوية يتناولها الطفل وتخفّف نسبة الأسيد في معدته"، مشدداً على "ضرورة الإنتباه الى الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة لأنه وفي حال عدم المعالجة فإن الحليب قد يدخل في الرئتين فيسبب الاختناق والموت".

ويشدد صياد على "ضرورة اتصال الأهل بطبيب الأطفال في حال لاحظوا تعكراً في مزاج الطفل بشكل دائم ورفضه للطعام، فقدان الوزن، صعوبة في البلع، تقيّؤ، لأنها كلها قد تكون ناجمة عن معاناة الطفل من إرتداد معدي"، ناصحاً بعدم الهلع في حال ظهور هذه العوارض لأنها طبيعية وتزول مع الوقت، لكنّ إهمالها يؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.

يعتبر الارتداد المعدي طبيعياً لدى الأطفال وعلى الأم أن تدرك كيف تطعم طفلها وأن تراقب حالته، ففي حال لاحظت عوارض غريبة عليها أن تقوم باستشارة الطبيب حتى لا تسوء حالة الطفل.