لفت متروبوليت بيروت للسريان الارثوذكس المطران ​دانيال كورية​ الى "اننا كمسيحيون كنا وما زلنا وعلى مثال معلمنا الصالح يسوع المسيح، ندعو ونعمل، للمسامحة والمصالحة للغفران والمحبة، للحوار وقبول الآخر، للمواطنة والتعايش، ولكن هذا لا يمنعنا ولا يعيقنا أبدا من البحث عن المسببات والحقائق التي نغصت وما زالت تنغص سلامنا وتقوض حضورنا ووجودنا التاريخي، وتقضي على عيشنا المشترك مع مختلف أطياف ومذاهب وأديان شرقنا الحبيب، بل يعلمنا أن لا نسكت على ضيم وأن نطالب بحقوقنا ومواطنتنا مع تمسكنا بمسؤولياتنا كمواطنين صالحين ونافعين لنكون قدوة وسببا أخلاقيا وإنسانيا يحول دون إعادة صفحات الماضي السوداء الأليمة".

وخلال كلمة له في الاحتفال الذي اقامه حزب الإتحاد السرياني العالمي في مبنى بلدية الجديدة - البوشرية - السد، لمناسبة الذكرى المئوية للابادة السريانية والارمنية "سيفو"، أضاف: "لقرن كامل مضى، لم يتمكن العالم ومجتمعه المدني إلا بأن يلقي القبض على الضحية والتي مازالت على المشرحة، والجاني حر طليق وقد أدمن فعلته ويعيدها كلما سنحت له الفرصة، فما يحصل اليوم في شرقنا العزيز وخصوصا في بلاد ما بين النهرين في الموصل وسهل نينوى وبعض المدن والمناطق السورية كالخابور، ما هو إلا إعادة لنفس السيناريو لإبادة وتطهير وتهجير الشعب الأصلي والنبيل، ومسح تاريخه الحضاري الأصيل، وكأنها سفر برلك الثانية أو "السيفو الثانية".

وعن المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، كشف المطران كورية ان "كل المعطيات تؤكد بأنهما على قيد الحياة، ولكن لم يفصح علنا عن الذين قرروا استضافتهما خلال السنتين الماضيتين وما هو سبب الاختطاف والاحتجاز والتغييب أو الإستضافة"، معتبرا "ان فسحة الأمل وفتحات التفاؤل المطمئنة تظهر لنا بين الحين والآخر، ونأمل أن يفتح باب سجنهما على مصراعيه وبأقرب وقت ممكن، ونزف للجميع فرحة عودتهما لنا ولرعيتيهما سالمين معافين، حاملين بشهادتهما وتضحياتهما بشائر الأمن والسلام لنا جميعا".

وأكد كورية اننا "لسنا ضيوفا في هذا الشرق مهد المسيحية، بل نحن من صلبه وجوهره، والشرق من دون المسيحية يختل توازنه ويفقد معناه ووجوده، فكل الاضطهادات والحروب عبر الأزمنة لم تستطع اقتلاعنا من جذورنا، وسنبقى كما أوصانا مسيحنا القدوس وكما علمتنا كتبنا المقدسة دعاة سلام ورسل محبة، عاملين من أجل خير الإنسانية جمعاء ورفع الظلم عن المظلومين والمستضعفين".