كثرت في الآونة الأخيرة حالات السرقة، النشل، والسطو المسلح في منطقة فرن الشباك، وكلّ ذلك يحدث دون إيجاد الحلول التي من شأنها أن تساعد المواطنين على عيش حياتهم بأمان.

ورغم وجود أحد المخافر في المنطقة وثكنة لقوى الأمن قريبة منها، إلا أنّ "القيامة قايمة والجميع نيام".

سطو على مطعم

ففي أحد الأيام وعند العاشرة والنصف ليلاً، دخل مسلحان إثنان يرتديان أقنعة سوداء مطعم الروشة في فرن الشباك، فما كان من شقيق مالك المطعم المتواجد على الصندوق إلا أن طلب منهما أخذ ما يريدان دون اذية أحد، فضربه أحد السارقين بالسلاح على جفنه وتوجه نحو الصندوق وسرق منه ما توفّر. هذه الحادثة يرويها مالك المطعم حسين عزير المعروف بـ"أبو هادي" لـ"النشرة"، ويضيف: "أثناء خروج المسلحين التقيا بزبون وقد أوقف السيارة ليدخل المطعم فشهرا السلاح بوجهه وسرقا منه ما توفر في محفظته وفرا الى جهة مجهولة". يشير أبو هادي الى أن "القوى الأمنية من مخابرات للجيش وشعبة المعلومات حضرت الى المكان وفتحت تحقيقاً بالحادث ومذ ذاك الوقت لم نعرف شيئاً جديداً عن الأمر".

يشكو أبو هادي من فقدان الأمان في المنطقة، فقد قرّر تركيب إنارة قوية أمام المطعم وأجهزة إنذار لمنع تكرار ما حصل، معتبراً أنه "لو كانت الأجهزة الأمنية تقوم بواجبها كما يجب لما تعرضنا لهذه الحوادث ولما اضطررنا لإتخاذ إجراءات لحماية أنفسنا".

نشل على دراجة

مطعم أبو هادي ليس الوحيد الذي تعرض للسرقة، ففي جولة لـ"النشرة" في أحياء فرن الشباك إلتقت بسامي (رفض الكشف عن اسمه الكامل) الذي أخبرنا عن عملية نشل تعرضت لها إبنته، فقد إقترب منها رجل على دراجة نارية حاول انتزاع حقيبتها منها، ولمّا قاومته أوقعها أرضاً وقام بسرقتها بالقوة. كذلك الأمر حصل مع مالك ملحمة في عين الرمانة فضّل عدم الكشف عن إسمه، مشيراً الى أنّ "مسلحين دخلوا منزله وسرقوا منه أموالاً وساعات وأغراض قيّمة وفرّوا الى جهة مجهولة".

نقص بالدوريات!

تشير حنان مزرعاني وهي من سكان المنطقة، الى أن "السرقات وعلى الدراجات النارية بشكل خاص تحصل منذ مدّة دون إيجاد حلّ لها، فلا نرى قوة أمنية منتشرة ولا حتى شرطة البلدية موجودة إلا لتنظيم السير"، وتضيف: "بتنا نشعر أن شرطة البلدية موجودة لحراسة أشخاص معينين وليست لكل المواطنين". أما أبو هادي فلا يرى أن "سرقة بالحجم التي تعرّض لها مطعمه تردعها عناصر من شرطة البلدية، فهؤلاء أشخاص مقنعون يحملون أحدث أنواع الاسلحة ولا تخيفهم أو تردعهم الا القوى الأمنية". ولكنه يشكو في نفس الوقت من "نقص الدوريات للبلدية في المنطقة والتي قد تشعر المواطن بالأمان حتى لو لم يستطيعوا ردع السطو المسلّح".

من جهته، أقرّ رئيس ​بلدية فرن الشباك​ ريمون سمعان بتقصير "البلدية في موضوع الأمن والدوريات"، شارحاً أن "السطو المسلّح لا يردعه وجود عناصر من شرطة البلدية لأنهم غير مسلحين ولا يمكنهم إيقاف هكذا سرقات". لكنّ مصادر أمنية أكدت في المقابل لـ"النشرة" أن "القوى الأمنية تسيّر دوريات بشكل مستمر في أحياء المنطقة، وهي تعمل على ضبط الوضع الأمني قدر المستطاع وعلى كشف العصابات التي تقوم بالسرقة".

جهاز حرس جديد

عندما يسير المواطن في أحياء فرن الشباك يلاحظ وجود نقاط ثابتة لحراس البلدية فيما يختفي أثرهم في أحياء أخرى من المنطقة، فعندما يمرّ أي شخص أمام صيدلية سمعان يلاحظ وجود حارس بلدية متواجد دائماً أمامها. وهنا يشرح سمعان أن "هناك بعض النقاط الثابتة للحرس ومنها تلك الموجودة أمام الصيدلية والعنصر الموجود فيها مسؤول عن مراقبة طريق الشام بأكملها"، لافتا في نفس الوقت إلى أن "البلدية لا تستطيع أن تضع في كل زاوية من المنطقة حراسا للبلدية لأن هذا خارج إمكاناتها"، كاشفاً أنها "بصدد إنشاء جهاز مؤلف من حوالي خمسمئة عنصر جديد سندخلهم الى البلدية تنحصر مهتهم في حفظ الأمن في المنطقة عبر القيام بدوريات ووضع نقطات ثابتة لهم".

في ظل الغياب الأمني والفلتان المستشري يستفيد اللصوص والسارقون من التهرّب من المسؤوليات العالق بين البلدية والقوى الأمنية ليظلّ مصير المواطن مجهولاً، ممّا قد يُضطرّه الى حمل السلاح والامن الذاتي ليحمي نفسه!

تصوير تلفزيوني يورغو رحال