أكد وزير التربية والتعليم العالي ​الياس بو صعب​ في كلمة له خلال إحياء اللجنة التربوية لمدراس مطرانية الارمن في لبنان الذكرى المئوية للابادة الارمنية باحتفال طلابي في قصر المؤتمرات - ضبيه، تحت شعار "أتذكر وأطالب"، "أننا مع الفن والثقافة والعمق"، معتبراً انه بالفن والثقافة يجابه الأرمن المجازر العثمانية، موجها التحية لكل مواطن من جذور أرمنية او غير أرمنية أضاف حضارة وثقافة وفنا غير ثقافة القتل.

ولفت بوصعب الى ان "التاريخ مجموعة من المراحل المفصلية لحياة الشعوب، فيه الظالم وفيه المظلوم، ونحن بطبيعتنا الإنسانية نقف إلى جانب المظلوم حتى يعترف الظالم بجريمته ويصل الحق إلى أصحابه"، مشيراً الى "أنها رسالة عالمية نجتمع لكي نرسلها بقوة إلى من يعنيهم الأمر بأن مائة عام مضت على الإبادة الأرمنية على أيدي العثمانيين من دون أن يتحرك ضمير الظالمين إيجابا ليمسحوا دمعة عن خد المظلومين"، موضحاً "أننا اتخذنا موقفا طبيعيا تجاه هذه الإبادة التي تشكل جزءا من ذاكرتنا الجماعية في لبنان والمنطقة العربية وفي أرمينيا وفي أوروبا والعالم أجمع".

وأعرب عن اقتناعه بالموقف الذي اتخذه لجهة تعطيل المدارس في الذكرى المئوية للابادة الأرمنية، مشيراً الى أن هذه الصرخة ليست موجهة ضد المسلمين في لبنان أو سوريا أو الأردن أو فلسطين أو تركيا أو في أي مكان في العالم، لأن الحقيقة أن الشريف حسين هو أول من قام بحماية الأحياء من المهاجرين الأرمن وغيرهم الذين غادروا مدنهم ووصلوا إلى سوريا ثم إلى لبنان وفلسطين والأردن وانتشروا في العالم"، لافتاً الى أن الأرمن عاشوا على مدى مائة عام في هذه الدول مع مواطنيهم المسلمين بسلام ووئام وشاركوا في نهوض الأوطان التي احتضنتهم وأصبحوا مواطنين فيها".

وأوضح بوصعب "أن هذا الموقف ليس موجها ضد الأتراك، وإنني أستغرب وجود أصوات في الداخل تحمي من ارتكب مجزرة في التاريخ، وبالتالي فإن السكوت عنها بعد مائة عام يشبه من يقول اننا نسكت عن جرائم تنظيم "داعش"، وإذا سكتنا عن هذه الإبادة فكأننا نسكت عن شهادة مليون ونصف مليون قديس اعلنتهم الكنيسة الأرمنية بالأمس في أرمينيا"، مشدداً على "أننا لا نطالب بالثأر بل بالإعتذار وعندما تحدث البعض بالأمس مدافعين فقد أقروا بالجريمة، مؤكداً أن الظلم الذي طاول الأرمن والمذابح والتهجير الذي أصابهم، قد تكرر مع الفلسطينيين الذين ذهبوا ضحية مخطط دولي اقتلعهم من أراضيهم وبيوتهم من أجل تركيز كيان غاصب ومحتل على أرض فلسطين سمي بالكيان الإسرائيلي"، مؤكداً "اننا في حرب مستمرة مع هذا الكيان حتى تتحرر الأرض ويعود الحق إلى أصحابه، لكن الظلم لا يزال يفتك كل يوم بالشعب الفلسطيني ويتابع العدو تهجير قرية بعد قرية ويهدم مدينة بعد مدينة، ويقتل الرجال والأطفال والنساء، فيما العالم صامت ساكت عن الحق".

ومن جهة أخرى، أكد أن ​الإمتحانات الرسمية​ وتصحيحها سوف تتم بتعاون وثيق بين الوزارة والأساتذة، مكرراً سعيه الدائم إلى إقرار حقهم بسلسلة رواتب تضمن لهم العيش الكريم.