لفت وزير التربية والتعليم العالي ​الياس بو صعب​ خلال حفل تدشين مدرسة أميون الرسمية بعد ترميمها الى أن "للاحتفال التربوي اليوم رمزية خاصة تحمل العديد من المعاني والدلالات، فهو يقع في مدرسة رسمية ضمن مبنى أثري مصنف من جانب منظمة الأونيسكو على أنه ضمن التراث العالمي، إذ أن القيصر الروسي بناه في العام 1890 ليكون مدرسة في العهد العثماني، ثم انتقلت ملكيته إلى الدولة اللبنانية. وهذا يعني أن الكورة الخضراء هي كورة المتعلمين والمثقفين منذ قرون، وأنها مخلصة لتاريخها التربوي وفخورة به. وأنها تتابع بذل الغالي والثمين في سبيل تعليم أبنائها في أفضل المدارس والجامعات ليكونوا سفراء وروادا لمختلف العلوم وعلى أعلى المستويات التي يفخر بها لبنان في العالم".

وأوضح إننا "نقدر عاليا الهبة المقدمة من الكنيسة النروجية المقدسة والمتمثلة بتمويل ترميم خمس مدارس رسمية وإعادة تأهيلها لتصبح الحضن الذي يستقبل المتعلمين ضمن الشروط والمعايير المقبولة من وزارة التربية والتعليم العالي، وتقي التلامذة خطر الرطوبة وبشاعة الخراب، وتوفر لهم المستلزمات الصحية والتربوية والنظافة والوسائل التربوية المطلوبة".

واكد بو صعب إننا "على أبواب الامتحانات الرسمية وإن التحضيرات والاستعدادات تتم بكل قوة لإجرائها في مواعيدها، لكي تشكل وسيلة قياس منطقية وحقيقية وليس وسيلة تعجيز وعرقلة لمستقبل التلامذة. وهذه الورشة يتابعها طاقم بشري وإداري من أفراد الهيئة التعليمية، الذين نعمل معهم بكل قوانا من أجل إقرار حقهم في السلسلة التي تؤمن الحد الأدنى من العيش الكريم، وقد وعدتهم بأنني سوف أتابع النضال من أجل السلسلة حتى إقرارها، وفي حال وجود عرقلة فإنني سأعلن من يعرقل للرأي العام".

هذا وأكد بو صعب خلال حضوره حفل عشاء أقامت "رابطة جامعات لبنان" بمناسبة العيد العاشر لتأسيسها في فندق "فينيسيا" ان "الجامعات هي مفخرة الأوطان وهي المؤسسات الأرقى التي تعد نخبة الموارد البشرية في الحقول كافة لتتسلم مقاليد المسؤولية في الوطن، وأنتم المجتمعون هنا تشكلون قدوة للمؤسسات ونخبة مختارة من المواطنين، وعليكم تقع مسؤوليات كبيرة في اتخاذ المبادرات والريادة في قيادة الأجيال الشابة وتوجيهها. واليوم نحتفل معكم بالعيد العاشر لتأسيس رابطة جامعات لبنان، هذه الرابطة التي تحمل هواجس المؤسسات وتسعى إلى الارتقاء بها إلى مصاف الجامعات الكبرى في العالم عبر التعاون والتواصل والتكامل في ما بينها وبين نظيراتها في العالم، ومع الوزارة الراعية لهذا القطاع الكبير والمتقدم بين المؤسسات الوطنية".

وأشار الى أن "موقفنا من تعدد مؤسسات التعليم العالي هو موقف مبدئي مؤيد لقيام هذه المؤسسات طالما تلبي مقتضيات القانون وتلتزم قرارت مجلس التعليم العالي ومجلس الوزراء، ولكننا أيضا مع السعي الدائم من أجل التقييم الذاتي الداخلي والتقييم الخارجي عن طريق مؤسسات اعتماد عالمية، ومع متابعة الجهود لإنشاء الهيئة الوطنية المستقلة لضمان الجودة في التعليم العالي على اعتبار أن اعتماد نظام الجودة هو الضامن لاستمرار المؤسسة والضامن لمصلحة المواطن والمتعلم في آن".

ولفت الى أن "تحقيق الجودة هو عمل دائم ومستمر لا يتوقف عند الاعتراف بشهادة جامعة معينة أو توقيع مذكرة تفاهم واعتراف مع جامعة كبرى في العالم، بل يتطلب الاجتهاد في اختيار الموارد البشرية المؤهلة، وتطوير المهارات والكفايات لدى أساتذة الجامعات، وتجديد مقرراتهم والمشاركة في الأبحاث العلمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. ويضاف إليها إحساس القائمين على مؤسسات التعليم العالي بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية وبأنها تتمتع ببعد النظر واستشراف المستقبل ودراسة سوق العمل، لكي تتكيف مع متغيرات هذه السوق، وتواكب التقدم العلمي وتساهم في إضافة الجديد إلى هذا العالم الذي بات ينشر المحاضرات والدروس على شبكة الإنترنت، ويمارس التعليم عن بعد وفق معايير ونظم يجب أن نمنحها الاهتمام اللازم".

وشدد على انه "لم يعد مقبولا ولا جائزا أن تتقوقع مؤسسات التعليم العالي في برج عاجي، وأن تنام على حرير أمجادها الماضية لأن المؤسسات الجديدة تنشط باستمرار لتحقق لنفسها مكانة في عالم التعليم العالي وسوق العمل، فالسباق محموم نحو التجدد والتقدم والريادة، ويستدعي التنبه إلى أن جامعات كثيرة في المنطقة تبذل جهودا كبيرة وتنفق الأموال لاستقطاب الكوادر البشرية المتميزة وتعمل لتجديد مضامين الشهادات والاختصاصات واستخدام التكنولوجيا وشبكات الاتصال بصورة موسعة وفاعلة".