أشار عضو كتلة "المستقبل" النائب ​نضال طعمة​ في تصريح له إلى أن "المحاور الإقليمية، ومصالح اللاعبين على رأس الهرم الأممي، تؤثر حكما على مجريات الاحداث، وعلى التقدم الميداني هنا، والتراجع هناك، وإذا كان لبنان وإلى حد ما، ما زال في منأى نسبيا عن تطورا ت المنطقة، أفلا تفرض الحكمة الوطنية على الجميع، تفعيل الحوارات الداخلية تفعيلا حقيقيا، يقينا جميعا، ويقي بلدنا، ويشكل حاضنة وطنية يحمي الاطراف الداخلية من خطورة تقديمها ذبيحة على مائدة التفاوض هنا او هناك".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى الخروج من دوامة السياسة الضيقة، ومقاربة القضايا من زاوية المصلحة الوطنية الحقيقية. فهل ستنجح القوى الوطنية اللبنانية في التخلي عن مطامعها الشخصية الضيقة، إلى رحاب المصلحة العامة، بعيدا من التقوقعات المطلبية، والشروط المسبقة غير القابلة لنقاش صوت العقل؟"، مشيراً إلى "التخبط الذي يعاني منه معرقلو الانتخابات الرئاسية في البلد، بات يشكل خطرا حقيقيا على استمرارية ما تبقى من مسيرة الدولة التي يتآكلها الفساد ويبطئ مسارها الفراغ ويهدد كينونتها غياب المرجعية والمسؤولية".

ورأى "ان البعض في هذا البلد يفضل الفراغ في الرئاسة ويريد أن يقنعنا أن أمور الدولة تسير بشكل مقبول، وينظر في الوقت عينه لأهمية موقع الرئيس المفصلي في السياسة اللبنانية. وفي المقلب الآخر يصيح ويصرخ ويتوعد حلفاءه بالويل والثبور إن لم يمضوا معه قدما بفرض تعيينات القادة الأمنيين في ظل غياب رئيس الجمهورية، متحججا بضرورة المداورة والتداول للسلطة في المسار الديموقراطي، وكأن الديموقراطية تفرض تعطيل المجلس النيابي، واستغلال بعض الحقوق القانونية من أجل التعطيل، والتفريغ، وإخلاء القصر الرئاسي عمل هو في قمة الديموقراطية، ويشكل ضمانة لاستمرار العمل في المؤسسات".

ولفت الى "أن هذه الازدواجية في المعايير، تشكل خطرا حقيقيا على الديموقراطية. ففي حين تكون مقاربة ما لصالح فريقنا وتيارنا نتبناها دون تردد، وعندما لا تكون كذلك نتبنى عكسها بلا تردد. فالتمديد للمجلس النيابي غير شرعي، والنواب غير شرعيين، ولكن هؤلاء إذا انتخبوا رئاسيا في اتجاه معين، حينئذ تمسي الانتخابات شرعية ويمكن أن نسمح بملء الفراغ، وما دون ذلك هو غير خاضع للنقاش".

وأكد "ان هذا التزمت في استعمال ما ائتمننا عليه المواطنون، لنسعى إلى خيره وازدهار البلد، يكرس حالات شاذة نحذر من تكريسها، ومن خطورة محاكاتها كردة فعل. فالتزمت يولد المزيد من التزمت، والحوار المزيد من الحوار. فإلى متى ستبقى النماذج السيئة أمام ناظري اللبنانيين".