أوضح رئيس اللقاء الديمقراطي" النائب ​وليد جنبلاط​، خلال إدلائه بشهادته أمام المحكمة الدولية أن علاقته مع النظام السوري بدأت عام 1977، بعد الأربعين من اغتيال كمال جنبلاط الذي اغتيل من قبل النظام السوري، مؤكدا أنه "انطلاقا من قناعتي وانتمائي العربي كان لا بد من عقد تسوية سياسية مع الذين اغتالوه".

وأشار جنبلاط الى أنه "منذ العام 1977 حتى 1991، استمرت تلك العلاقة، ومنذ 91 استقر الطائف وجردت الميليشيات من السلاح، ومنها ميلشيا "الحزب التقدمي الاشتراكي"، وبقيت ميليشيا "حزب الله" من أجل تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي"، مضيف: "لم ننجح بأن نقوم بإصلاحات الطائف".

ولفت الى أن "الرئيس السوري السابق حافظ الاسد كان يريد أن يخلفه باسل الاسد، وعندما قتل عام 1994 بحادث سير، أتى بشار الاسد ليكون الخلف لابيه، وبحسب معلوماتي كانت صحة الرئيس الاسد تتراجع"، موشحا "أننا "كنا في خندق واحد مع النظام السوري بسبب الخطر المركزي الاسرائيلي، وكان لا بد من هذا الاصطفاف".

وشدد على أن "كمال جنبلاط اعترض على الدخول السوري، وعام 76، قابل حافظ الاسد وقال له "لن أدخل في السجن العربي الكبير"، وهو لم يكن على دراية بالمشروع الاكبر بتفويض السوري بقتل جنبلاط وتحجيم منظمة التحرير الفلسطينية".

وأكد جنبلاط أن "رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ورئيس الجمهورية السابق الياس الهراوي، لم يكن لهما أي تأثير على الجيش اللبناني، ولم يكن لهما أي كلمة حول الامور الامنية العسكرية"، قائلا: "لذلك بدأنا شخصيا مع الحريري، بالحذر لاننا سمعنا بأنه قد يؤتى بالرئيس السابق إميل حود رئيس، عندها قمنا عام 1995، مع الحريري والهراوي والعماد حكمت وعبد الحليم خدام، لأقناعهم بمحاولة ابعاد لحود عن الرئاسة".اضاف "ننتظر التسوية لنعرف لمن سنصوت في الانتخابات الرئاسية".

وقال" نجحنا انا والحريري والهراوي بتأخير مجيء لحود 3 سنوات، كما ان خدام وحكمت شهابي كانا متواطئان معنا"، مشيرا الى انه "لا بد من علاقات سياسية مع سوريا ولكن لم نكن نرغب أن نكون ملحقا لسوريا وبالنسبة إلى حزب البعث وعقيدته فنحن نسمى "قطر" أي ليس لنا وجود بالمعنى السياسي" لذا واجهنا عقيدة سياسية متينة لا تعترف بالغير"، معتبرا الى انه "عندما يقرر رئيس النظام السوري بأمر عمليات معين فالموضوع ليس للنقاش بل هكذا يريد الرئيس"، وقال: "كان أحد شعارات حافظ الأسد "ما من رئيس يموت". وأشار الى انه في "العام 98 كانت البداية البطيئة للتحول ضد النظام السوري لاننا كنا نريد بلدا مستقلا ومؤسسات مستقلة وكان الهدف المركزي تحرير الجنوب".

واضاف: "كانت هناك أقنية مختلفة تصب عند لحود غير القنوات السورية لذلك بعد مقتل باسل الأسد بدأ صعود نجم بشار وكان لديه طرقا خاصة في التعاطي مع لحود"، معتبرا ان "تلاقي المصالح بين بشار الأسد واميل لحود أدت إلى اغتيال رفيق الحريري".

وتابع: "في لقائي الأول مع بشار الأسد قال لي غازي كنعان أريدك أن تعلم من هم بيت الأسد لم أعلق أهمية على هذه الكلمة وتذكرت هذه الكلمة أواخر 2005 عندما أجبر غازي كنعان على الإنتحار"، لافتا الى انه في "المرة الثانية ذهبت وغازي العريضي، واستقبلنا بشار في جبل قاصيون ولم يكن اللقاء مريحا بل طرحت اسئلة محكمة حول الحريري وكان يتبين من اسئلته انذاك العداء مع الحريري". وأعلن انه في "العام 2000 كانت الخطوة الثانية للتصعيد ضد النظام السوري".

وفي الواحدة رفعت الجلسة لاستراحة قصيرة.

وبعد انتهاء الاستراحة، اشار جنبلاط الى انه "بعد التحرير في العام 2000 ظهرت علينا حجة مزارع شبعا رغم وقوعها تحت وصاية سوريا، وحينها نعتني النواب الذين يؤيدون سوريا بالعميل الاسرائيلي"، لافتا الى "انني شعرت بعد لقائي الأول مع الأسد كرئيس شعرت أن الشرخ والتباعد قد بدأ، لم يكن لي علاقات شخصية معه"، موضحا ان "الضابط السوري محمد ناصيف كان شخصاً معادياً لرفيق الحريري".

وتابع جنبلاط "رفض حكمت الشهابي طلب حافظ الأسد بتمديد ولايته لأنه لم يشأ العمل تحت إمرة بشار الأسد، والكأس المر الأولى كان مصافحتي قاتل والدي من أجل المصلحة العربية، قابلت كثر في دمشق لكن بالنسبة لي كان الشهابي وأبو جمال الصديقين في الشخصي والسياسية، كانا يرون في رفيق الحريري الشخصية العربية والعالمية واللبنانية القوية الذي يريد بناء لبنان المستقر، شخصية سنية كبيرة مثل رفيق الحريري في لبنان كانت تخيف النظام السوري، وهو مبني على عدة أجهزة تتجسس على بعضها وترفع تقارير وكنا في لبنان عرضة لتقارير هذه الأجهزة الأمنية، لكن حكمت الشهابي كان يخفف من التقارير الاستخباراتية التي ترفع بشأني الى حافظ الاسد، وهو حذرني مرات عدة من خطر النظام السوري".

واضاف جنبلاط "كل اللذين شاركوا في اغتيال الحريري تمت تصفيتهم من آصف شوكت إلى جامع جامع ورستم غزالة ولو استدعي غزالة إلى المحكمة لكان قدم أدلة حول إغتيال الحريري".

واوضح جنبلاط ان "ملفي كوليد جنبلاط كان مع حكمت الشهابي، وغازي كنعان كان رجلاً صادقاً وقاسياً، اما علاقتي مع رستم غزالة فكانت غير ودّية"، مؤكدا ان "علاقة رفيق الحريري بحافظ الأسد كانت وطيدة جداً لكنها تغيرت جذرياً بعد وصول بشار الأسد الى الحكم، وبداية توتر العلاقة بين رفيق الحريري والنظام السوري كانت مع تعيين اميل لحود رئيساً للجمهورية الذي كان يعلم جيداً أنه مدعوم من سوريا ليقوم بما يريد كما حصل في وزارة المالية مع رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة عندما ارسل له لحود حينها دورية لتهينه في وزارة المالية بغطاء من سوريا بسبب تعديل رواتب العسكريين". ورداً على سؤال عن سبب عدم رضاه عن لحود ورغبته في تأخير مجيئه، قال: "أنا أصلاً لا أحبّ حكم العسكر".

وشدد جنبلاط على ان "علاقتي برفيق الحريري كانت وطيدة دائماً منذ منتصف الثمانينات، كنا نختلف في السياسة مع أحياناً وتحديداً بشأن خصخصة القطاع العام، وكنت أقوم بتصاريح سياسية مناهضة لمواقفه الإقتصادية وكان يتقبلها باحترام وودّية".

واشار جنبلاط الى ان "رفيق الحريري استدعي في نهاية 2003 للقاء بشار الأسد بحضور كنعان وغزالة وخلوف وانذره قائلاً: "أنا من أحكم وليس غيري"، وهذا التهديد كان بداية الشك في نوايا بشار الأسد باتجاهه، كما طلب منه أن يوقف مساهمته في صحيفة "النهار".

واكد جنبلاط انه والحريري كنا قد اتفقنا على عدم التمديد للحود، مضيفا "الجميع صوت في 2008 لانتخاب لحود رئيساً للجمهورية باستثناء كتلتي النيابية، لا أعتقد أن الرئيس الحريري كان يريد لحود رئيساً للجمهورية لأننا عملنا سوياً على تأخير هذا الإستحقاق 3 سنوات".

المحكمة الخاصة بلبنان ترفع جلستها لاستراحة الغداء.

بعد انتهاء استراحة الغداء تحدث جنبلاط عن لقائه مع رستم غزالة في 25 آب 2004، "غزالة أتى ليسألني عن ماذا سأقول لبشار الأسد في لقائي معه في 26 آب 2004 فقلت له لن أوافق على التمديد للحود، فتم الغاء الموعد في 26 آب 2004 الذي كان سيجمعني ببشار الأسد بعد ابلاغ غزالة موقفي، كما تم الغاء لقاء بيني وبين اميل لحود بعد لقائي رستم عزالة، غزالة التقى أيضاً رفيق الحريري يوم 25 آب 2004 وابلغه الحريري ان التمديد للحود معقد أكثر مما تتصور ويحتاج إلى تعديل الدستور، لكنه لم يبد رأيه بشكل واضح بموضوع التمديد أمام غزالة وحاول أن يفتح نقاشاً موسعاً مع الأسد لعدم التمديد للحود، ضنا منه أنه يستطيع إقناع الأسد بعدم التمديد للحود".

واضاف جنبلاط "استخلصت من تهديد غزالة عداء بشار الأسد لي ولاحقاً لرفيق الحريري، الأسد قال للحريري إذا أراد جان شيراك إخراجي من لبنان سأكسر لبنان فوق رؤوسكم وجنبلاط لدي جماعة من الدروز وسأتصرف معه، فنصحته بالتمديد للحود ليتجنب شرهم ولن يكون هناك خلاف بيننا، وعام 2004 كان قمة المواجهة مع النظام السوري عندما لم أمدد للحود، واستنتجت مما قاله بشار الأسد للرئيس رفيق الحريري وجود تهديد سياسي وجسدي له".

واوضح جنبلاط "غطاس خوري صوت مع كتلتي في مجلس النواب ضد التمديد للحود بعد أن استأذن رفيق الحريري، والحريري كان مضطرباً سياسياً لأنه يعلم جيداً ماذا سيحل به بعد التمديد للحود".

واشار جنبلاط الى ان "الحريري اتهم بكتابة القرار 1559 في سردينيا مع مروان حمادة ولكن القرار كان خارج إرادته، ورفضناه وتمسكنا بالطائف، ولو لم يمدد للحود لكان هناك فرص أخرى لمنع ولادة القرار 1559، لافتا الى ان دولة عظمى أبلغت بشار الأسد بالقرار 1559 ما دفعه للقول للحريري أنه سيدمر لبنان إذا حاول شيراك إخراجه، وأصبح للحريري ممثلين رسميين في البريستول 3 اللقاء الذي ضم قرنة شهوان والشريحة الوطنية الأخرى، كان موقفي واضح لرفض فتح أي صفحة جديدة مع لحود وما يمثل في لبنان بعد تهديد بشار الأسد فهو لعبة بيد الأسد، وتصريح بالناقص أو بالزائد من لحود لا يغير موقفي منه، والكل كان يعلم أن الرئيس رفيق الحريري إضطر إلى التمديد بعد التهديد السوري".

المحكمة الخاصة بلبنان ترفع جلساتها حتى صباح الغد.