لكلِّ مرحلةٍ مصطلحاتها وأسماؤها وتسمياتها، ومن خلال هذه المصطلحات والتسميات يُعرَف في أيِّ حالٍ يكون فيه البلد.

التسميات الغالبة هذه الأيام هي جسر الشغور والقلمون والسلسلة الشرقية من جبال لبنان، هذا في الشقِّ الميداني، أما في الشقِّ الدبلوماسي فالتسميات هي لوزان 2 والصياغة النهائية لاتفاق الإطار النووي. وإذا ذهبنا أبعد فإننا نجد المصطلحات التالية:

تلازُم جسر الشغور في لوزان 2.

في التفسير لهذه المصطلحات والتسميات أنَّ العالم مشدود الأنظار إلى المعركة المرتقبة في الجهة السورية من السلسلة الشرقية وفي القلمون، وطرفاها الجيش السوري من جهة ومسلحو المعارضة من جهة ثانية. إنَّ نتائج هذه المعركة من شأنها أن تحدِّد المسار السياسي والدبلوماسي لأكثر من ملفٍّ لبنانيّ وعربيّ ودوليّ.

ما يهم لبنان في هذا المجال أنَّ مصطلح رئاسة الجمهورية غير ظاهرٍ على أيِّ لوحٍ من الألواح الموضوعة في المكاتب وقاعات الإجتماعات وغرف العمليات، فهذا المصطلح لم يُوضَع أصلاً لأن ملفات كثيرة كانت تتقدمه وما زالت تتقدمه، وكل ما يُحكى في هذا الإطار لا يعدو كونه تكهنات وأمنيات ليس أكثر.

ولأنَّ رئاسة الجمهورية غير مطروحة في الوقت الراهن فإنَّ ما يستتبعها من ملفات غير مطروحٍ أيضاً:

فالحكومة باقية ومجلس النواب باقٍ والقيادات في المؤسسات العسكرية باقية، الحكومة باقية ليس لأنَّ نجاحاتها باهرة بل لأنَّ لا إمكانية لقيام سلطة تنفيذية بديلة في الوقت الراهن. مجلس النواب باقٍ لأن لا إمكانية في الوقت الراهن لوضع قانونٍ جديد للإنتخابات، وكذلك لإجراء إنتخابات نيابية. أما التعيينات للقيادات الأمنية فلا تعيينات قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية، فقائد الجيش صحيح أنَّ مجلس الوزراء هو الذي يعيِّنه، لكن الكلمة الأولى في تسميته تكون لرئيس الجمهورية الذي يكون مترئساً لمجلس الوزراء، وهذه القاعدة هي المعمول بها، فالرئاسة أولاً ثم قيادة الجيش، وبما أنَّ الرئاسة لا تبدو حالياً مطروحة في الأفق، فإن التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي حتمي، فمؤسسة الجيش لا يمكن إلا أن تكون حامية سياج الوطن في كل الظروف والأوضاع وليس هنا من مناورات سياسية تجدي إطلاقاًً.

ما عدا ذلك يبقى من الأمنيات والتمنيات والفرضيات، فلماذا فتح ملفات فيما تسمياتها غير مطروحة في المصطلحات الراهنة؟

إنَّ طرحها في الوقت الراهن ما هو إلا من باب ذرَّ الرماد في العيون وتعمُّد حجب الأنظار عن الملفات المهمة.

إنَّ الأولوية القصوى في الوقت الراهن، محلياً، هي في المحافظة على الستاتيكو القائم وعدم تعريض البلد لأيٍّ من العواصف المحتملة، إلى حين تمرير القطوع الكبير، وما عدا ذلك لا يعدو كونه من الإلهاءات التي تبدأ بالتحول إلى مضرة، فلماذا الإمعان في التركيز على كلِّ ما هو هامشي؟