نقلت صحيفة "النهار" الكويتية عن مصدر أمني استغرابه حيال تلكّؤ ​القوى الأمنية​ حتّى هذه الساعة عن معرفة مكان الهارب من العدالة ​أحمد الأسير​ واعتقاله، رغم اكتمال المعطيات حول تواصله المستمر مع الخلايا التكفيرية على امتداد المناطق اللبنانية، ورغم تأكيد تورّطه في مخطّطات ارهابية عدّة كانت لتخرب البلد لو كُتب له النجاح بتنفيذها، معتبراً ان الأسير بات بمثابة السرطان المتفشّي في عمق بعض التنظيمات المتطرّفة، وهو يتقن العزف على وتر التحريض الطائفي والمذهبي قبل ان يكون مشروع أسير حتمي في قبضة الأجهزة الامنية، فكيف به اليوم وهو يضع نفسه في دائرة المظلومين من أهل السنة؟.

ولفت المصدر إلى ان الأسير يعمل مع جماعته على تصوير السنّة على أنهم مظلومون من شتّى الفئات في لبنان، وتحديداً من فئة الإسلام المعتدل، التي برأيه تضعف مكانة السنة في الميدان وفي مؤسسات الدولة اللبنانية، مشيراً إلى أنه حتى الآن يتولّى الأسير توزيع مقاطع فيديو من حين لآخر لا طائل منها سوى التحريض على الجيش اللبناني و"حزب الله"، بزعم أنهما يظلمان السنّة.

ونوّه بأهمية الإنجازات التي تحقّقها الأجهزة الامنية في استباق الكثير من العمليات الارهابية وفي شلّ عصب التكفيريين من خلال القاء القبض على الرؤوس الكبرى بينهم الواحد تلو الآخر، داعيا الى الإسراع بكشف مكان اختباء الأسير والقبض عليه لإراحة البلد من مخطّطاته الجهنّمية، معتبراً ان بقاء الأسير طليقاً سيكون كفيلاً بنقل مشروع الإمارة الإسلامية من شمال لبنان وعاصمته طرابلس، والذي يشهد اليوم نوعاً من التطهير الأمني وتنتظره مرحلة إنماء اقتصادي تبعد شبح الإرهاب عنه، إلى جنوب لبنان وعاصمته صيدا، حيث يرى أنصار الأسير البيئة مناسبة لإحداث خرق تكفيري كانت أحداث عبرا الشهيرة قد مهّدت له.