لفت رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ خلال الاستماع الى شهادته في المحكمة الدولية الى انه "في كانون الثاني 2005 دعوت ولأول مرة إلى ضرورة قيام علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا"، مشيراً الى ان "الأوليات كانت عندنا أنا وارئيس الحريري هي الفوز بالإنتخابات وقانون الإنتخاب كان هو الأساس وكيفية تطبيق الطائف"، مضيفاً "لا أعلم لماذا وافق السوريون بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري على إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان"، موضحاً انه "تعرف على وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق لكنه لم يكن حينها مسؤول عن الملف اللبناني بل غازي كنعان".

وأشار الى ان "لقاء سمير فرنجية وسمير عبد الملك بالحريري كان للحوار"، لافتاً الى انه "ضمن مجموعة البريستول كان هناك تباين بشأن القرار1559"، مضيفاً "كان هم الحريري عند لقاء وليد المعلم أن يفهم لماذا مدد للحود، وكان لا بد من الحوار مع الفريق الآخر بغض النظر عن رأيه السياسي ولا يمكننا ان نلغي الآخر وحزب الله جزء من لبنان، لم يكن في العام 2004 أو 2005 اي نقاش حول موضوع سلاح حزب الله ضمن مجموعة البريستول".

اضاف جنبلاط "كان هناك مشروع لتحجيمي ورفيق الحريري لذلك رفضنا مشروع القانون الذي طرحه وزير الداخلية انذاك سليمان فرنجية، ومشروع سليمان فرنجية كان لإقصاء المعارضة، ولفت الى ان سليمان فرنجية حليف ثابت لعائلة الأسد، واعتبر ان فرنجية كان يتصرف كأنه رئيس عصابة، اما انا والحريري طالبنا بعلاقات صحية بين لبنان وسوريا ولا يمكن أن يحكم لبنان من سوريا ولسنا محافظة سورية، كان غريباً زيارة وليد المعلم للحريري لأن الملف اللبناني كان بيد رستم غزالة، والمعلم لا يمكن أن يأتي إلى لبنان للقاء الحريري دون إذن بشار الأسد".

المحكمة الخاصة بلبنان ترفع جلستها لاستراحة

وبعد الاستراحة لفت جنبلاط الى ان "الحريري شكى من التقارير المشبوهة التي ترسلها الاستخبارات السورية الى الأسد عنه، وكان يسأل لماذا خربتم علاقتكم معي بسبب إميل لحود"، موضحا انه "في سوريا هناك بشار الأسد وهرمية الإستخبارات من بعده ووليد المعلم لم يكن يملك الإستقلالية عن هذه الهرمية، و رفيق الحريري كان حريص على العلاقة الودية مع سوريا ولكن لا بد من تطبيق الطائف، وقال للمعلم انه لو اراد ان يعادي سوريا لكان لفشل التمديد للحود"، مؤكدا انه لم يكن على علم بمحاولات الإغتيال التي تحدث عنها أحد الشهود للمحكمة، معتبرا ان "مهمة وليد المعلم كانت تخدير رفيق الحريري قبل أن يتم إغتياله، وقبل 28 عاماً حدث نفس الشيء مع كمال جنبلاط حين طلب منه بعث رسالة إلى الأسد لتحسين العلاقة بينهما وبعدها اغتالوه عام 1977، لكن النظام السوري طور تقنيات الإغتيال من الرصاص إلى السيارات المفخخة".

المحكمة الخاصة بلبنان ترفع جلستها لاستراحة الغداء.

بعد استراحة الغداء، اكد جنبلاط ان "رفيق الحريري كان يستخدم علاقاته الخارجية لتجنب وضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب، وكنا أنا والحريري على اتفاق تام بعدم قبول الودائع السورية الإنتخابية، وإرساله باسل فليحان وغطاس خوري إلى "البريستول 3" كان تتويجاً للمعارضة"، موضحا ان "اجتماعات البريستول كانت تهدف إلى التأكيد على رفض الوصاية السورية، وتطبيق إتفاق الطائف، لم نكن نريد أن يكون الجهاز الأمني السوري مسيطراً على الأجهزة اللبنانية، و ما من أحد في لقاء البريستول طرح مسألة سلاح "حزب الله".

واعتبر جنبلاط ان "الأجهزة الأمنية السورية أخفت كل المعلومات المتعلقة بمحاولة إغتيال مروان حمادة، واتهامي المباشر لسوريا باغتيال والدي كان نوعاً من التصعيد بعد محاولة اغتيال مروان حمادة"، لافتا الى انه "بعد اغتيال كمال جنبلاط سرت شائعة بأن أشخاص مسيحيين هم من قتلوه، وبعد تلك الشائعة حصلت عملية ثأرية بحق المسيحيين ولم تمنع الوحدات السورية ذلك، كمال جنبلاط رفض التدخل السوري فاغتالوه ورفيق الحريري طلب الإنسحاب السوري فقتلوه وكل شيء كان متوقع عندما يغتال رفيق الحريري".

اشار جنبلاط الى ان "سام الحسن كان من أكفأ الأشخاص المؤهلين استلام شعبة المعلومات"، لافتا الى ان كلامه للجزيرة "أملته الظروف السياسي والتقيت بشار الأسد بعدها الذي كان قد طلب إعتذاراً عن خطابي في الذكرى الأولى لاستشهاد رفيق الحريري واخترت قول لحظة تخلي"، مضيفا "مواقفي كانت سياسية وما من مرة قلت أنني أملك قرائن محددة حول اغتيال رفيق الحريري".

المحكمة الخاصة بلبنان ترفع جلساتها حتى صباح الغد.