اعتبر الوزير السابق ​سليم الصايغ​ ان "الشعب اللبناني هو الذي ينتج الطبقة السياسية"، متسائلاً "كيف يتم التعاطي مع النائب المتآمر على المصلحة الوطنية العليا بعدم ذهابه الى المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية؟"، موضحاً "اصبح الشعب مهذباً ومتواطئاً من حيث يدري او لا يدري مع الطبقة السياسية المعطِّلة ومازلنا نحترم هؤلاء المتواطئين على الدستور".

واشار الصايغ الى ان "البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ يشير الى النواب المعطلين ويحمّلهم المسؤولية الوطنية، فلماذا يسمح ان تؤخذ صورة واحدة تجمعه مع هؤلاء الاشخاص"، مضيفاً "لا يمكن ان تكون بكركي على الحياد، والبطريرك لم يكن يوما على الحياد في الموضوع الرئاسي".

واكد الصايغ في حديث اذاعي، ان "للبنان مناعة ضد كل التطورات، فجيشنا قويّ وشعبنا قوي"، متسائلاً "من يرضى ان يصبح الجيش ملحقا بتنظيمات لا تمت الى المؤسسة العسكرية بصلة؟"، مشدداً على ان "الجيش هو من المؤسسات الضامنة للبنان"، مضيفاً "نحن نشد على يده لعدم التورط وعدم السماح بتوريطه".

وعن موضوع عرسال، اشار الصايغ الى ان "هذا الموضوع ولكي يُحسم عسكرياً فهو بحاجة الى قدرة عسكرية كبيرة"، لافتاً في المقابل الى ان "الجيش موجود في عرسال ويشرف على التلال والجرود"، معرباً عن "تأييده لزعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري الذي حذّر من ضرورة الانتباه الى الحسابات الخاطئة، لان اي عملية في عرسال ستؤثّر على الجيش ولبنان كله".

وعلّق الصايغ على القرار الصادر بحق الوزير السابق ميشال سماحة، معتبراً انه "يشير الى ان القضاء قد يكون مهدداً"، مضيفاً: "كم كان معنا حق بالمطالبة بانشاء المحكمة الدولية كي لا يكون مصير قضية اغتيال الحريري مشابهاً لملف سماحة"، معتبراً ان "القضاء يُدجَّن لكف يده عن قضية خطيرة تضرب الامن القومي". مجدداً "التأكيد ان هناك ضمانة واضحة هي مؤسسة الجيش".

وعن حوار تيار "المستقبل" و"حزب الله"، والتيار "الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، رأى الصايغ ان "هدف الحوارين هو ادارة الازمة بالحد الادنى وبناء شبكة امان وتواصل"، معتبراً ان "الهدف ليس الخروج من الازمة"، مؤكداً ان "فريق 8 اذار يربط نفسه بما يحدث في المنطقة وخصوصاً سوريا، أما فريق 14 اذار فهو غير قادر على الخروج بأي نتيجة لانه يطالب بأن تقوم المؤسسات بمهامها في حين يتم تعطيل انتخاب رئيس".

واعتبر الصايغ ان "هذه الحوارات هي حوارات دون المطلوب"، مشدداً على ان "المطلوب اليوم هو اختراق حقيقي لاعادة ترتيب وضعنا اللبناني ضمن الدستور، وعلى الحوارات ان تنتج امراً ملموساً في السياسة".

وشدد الصايغ على اننا "دخلنا منذ 15 ايار الماضي في حالة لا دستورية"، داعياً الى "عدم الحديث عن الميثاقية في ظل الفراغ الرئاسي"، ومشيراً الى ان "الترميم يحصل بانتخاب رئيس وبعدها يمكن طرح كل المواضيع".

وعن تهديد تكتل "التغيير والاصلاح" بالانسحاب من الحكومة، اوضح الصايغ انه "في ظل تدخله في سوريا واليمن، هل يستطيع "حزب الله" تعطيل الحكومة التي هي افضل الممكن لكي يستمر بكل ما يفعله، فقط كرمى لعيون رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" الجنرال ميشال عون الذي لديه مشروعه الخاص بالنسبة للتعيينات الامنية وغيرها من الامور؟ وهل القرار اصلاً بيد عون؟"، مؤكداً ان "القرار السياسي الفعلي هو بيد "حزب الله" ومربوط بالساحة الاقليمية، واعتبر ان التهويل بالانسحاب من الحكومة هو فوق قدرة عون".

كما دعا الصايغ الى "طرح القضايا بجذريتها من دون اي مقدسات وهمية بل بإزالة العقد"، مشيراً الى اننا "نعيش في مرحلة انتقال مهمة جداً، وامام بروز مجتمعات جديدة واوطان ذات هويات جديدة لا يمكن الحديث عن عقد اجتماعي جديد إذا لم نتحدث عن انسان جديد واع". ورأى الصايغ ان "حضور الدين كإشكالية ثقافية تتعلق بالهوية يطرح مسائل تأسيسية في كل دول العالم"، معتبراً ان "نموذج الربيع العربي نجح بشكل واضح في تونس وبطريقة استباقية في المغرب والاردن، أما في مصر فنحن بحالة انتقالية مثيرة للاهتمام وهناك نقاش ودفع نحو الامام وترجيح لكفة ان الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي هو ابن الثورة المصرية"، مشيراً الى ان "مصر في تسابق لتوصيف المرحلة التي تعيش فيها".

ورأى الصايغ ان "الملف النووي الذي لم يكتمل فصولاً سيُطرح في شهر حزيران"، موضحاً "ايران لا تستطيع لوحدها فرض شروط اللعبة على المجتمع الدولي، في وقت لا تريد لا روسيا ولا الولايات المتحدة ان تكون ايران امبراطورية، بل يريدونها دولة"، ذاكراً ان "مفهوم الدولة التقليدي اليوم قد يكون مطلوبا لاستتباب الاستقرار، فلا احد يعرف ما هو البديل عن الدول التي تتعرض للتفتت من الداخل".

وسأل الصايغ "هل تستفيد اسرائيل من التطورات الحاصلة بتفتيت المنطقة العربية؟ ولماذا تتشبص اسرائيل بنظام الاسد حتى اليوم ولا تريد انهيار سوريا؟"، لافتاً الى ان "السعودية اخذت تطمينات بعدم ضرب الاستقرار في الخليج، اي ان الدولة ستبقى على شكلها الحالي"، مشيراً الى اننا "لم نر تحركات شعبية الا في البحرين"، معلناً ان "هناك ضمانات على امن الخليج واسرائيل من قبل روسيا ولولايات المتحدة".