رأى السيد علي فضل الله ان "الذكرى الخامسة عشر للتحرير اظهرت جلياً مدى القدرات والإمكانات التي يمتلكها اللبنانيون عندما تتوحّد جهودهم وطاقاتهم في مواجهة أعدائهم"، مشيرا الى "اننا نريد تكريس هذه الوحدة في وجه العابثين بأمن هذا الوطن عند حدوده الشَّرقيَّة، حيث التحدي الجديد الذي يستهدف اللبنانيين بشتى طوائفهم ومذاهبهم واتجاهاتهم".

وخلال خطبة الجمعة، اعتبر فضل الله ان "مواجهة هذا الخطر الجديد لا يمكن أن تتمّ بطائفة أو مذهب أو موقع سياسيّ معيّن، بل بموقف جامع من كلّ اللبنانيّين، حتى لا تأخذ بُعدها المذهبيّ والطّائفيّ، وخصوصاً أن هناك من يسعى لإعطائها هذا البعد، ومن هنا، فإنّنا نضمّ صوتنا إلى كلّ الأصوات التي تدعو إلى أخذ المبادرة في علاج هذا الخطر من قِبَل الدولة اللبنانيّة، بالتنسيق مع كلّ القوى الفاعلة"، معتبرا انه "على المسؤولين أن يستفيدوا من انشغال العالم عنهم، وبقاء لبنان حتى الآن خارج الصراع، لترتيب بيتهم الداخليّ لا العبث فيه وجعل الفراغ هو طابع الحياة اللبنانية، الفراغ في التَّشريع، وفي الموازنة، وفي التعيينات في المواقع الحسّاسة، والفراغ الاقتصاديّ والإنمائيّ".

وثمِّن فضل الله الجهود التي تبذل من قبل الدولة اللبنانيَّة، آملا أن تفضي إلى تحريرهم وإعادتهم إلى أهلهم.

ودعا فضل الله الى القيام بخطوات ميدانية لمعالجة العنف الاسري، مؤكدا انها لا تعالج فقط بقوانين رادعة أو عقوبات، على أهميتها، بقدر ما نحتاج إلى تضافر جهود العلماء والمربين والتربويين وعلماء النفس، لدراسة أسلوب مكافحتها والعمل لمعالجتها".

واشار فضل الله الى انه "آن الأوان للجميع أن يعوا أن لا حلّ في اليمن إلا بالحوار المنتج، وليس أي حوار، وكل ما عدا ذلك سيكون مزيداً من التدمير لبنية هذا البلد، ومزيداً من الأحقاد التي تتوارثها الأجيال وقد لا تنطفئ نارها"، لافتا الى ان "العراق دخل في نفق جديد، بعد دخول "داعش" إلى الرّمادي"، داعيا العراقيين الى "الوقوف صفاً واحداً لمواجهة أجندة هذا التنظيم، التي هي بالطبع ليست أجندة العراق والعراقيين وكلّ من يحرص على وحدته واستقراره".