رأى رئيس بلدية ​عرسال​ ​علي الحجيري​ ان "بعض المدسوسين والمأجورين من قبل "حزب الله" وما يسمى بالدولة الاسلامية يحاولون سحب عرسال الى قلب النار وادخالها في نفق من الظلام والدماء لا نهاية له ولا قرار، الا ان الجيش اللبناني مشكورا لن يدع هؤلاء يتحكمون في أمن المدينة واستقرارها ويحققون لطهران والاسد ما لم تستطع اسرائيل ان تحققه خلال الحرب الاهلية"، مشيرا الى ان "الشكوك حتى الساعة حول من وضع السيارة المفخخة في عرسال، تحول وبقوة حول عدد من الشباب المؤيدين لـ"حزب الله".

وأكد الحجيري في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية أن "قيادة الجيش وقائد اللواء الثامن المسؤول عن منطقة عرسال العميد محمد الحسن، يدركون بالتفصيل هوية هؤلاء وانتماءهم السياسي والحزبي، كما يدركون ايضا هوية من يقف خلفهم لاحراق عرسال وتدميرها"، لافتا الى ان "كلا من رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري وقائد الجيش العماد جان قهوجي، طمأنه شخصيا بأن المدينة ستكون بأمان وبأنه لن يدع كائنا من كان العبث بأمنها ومصيرها".

وشدد على أن "حزب الله" يعرف جيدا ان دخوله عسكريا الى عرسال لن يتخطى عتبة الامنيات، لذلك يستعين بعناصر مدنية من داخل البلدة لاستدراج الجيش الى مواجهات مع الاهالي وهذا ما لن يحصل"، متمنيا على "حزب الله" التعقل وتجنيب عرسال والمنطقة هذه الكأس المرة، لان سقوط الهيكل سيكون مدويا فوق رؤوس الجميع بحيث لن يسلم احد من نتائج وتداعيات سقوطه، خصوصا ان ما حصل في طرابلس وعبرا لن يكون نموذجا يمكن تطبيقه في عرسال".

وردا على سؤال، اكد الحجيري ان "عرسال تقف خلف الجيش والى جانبه، وتدعم وتؤيد كل ما يتخذه من قرارات واجراءات امنية وعسكرية لدرء انزلاق المنطقة من بريتال مرورا بعرسال ورأس بعلبك وصولا الى القاع الى ما لا تحمد عقباه"، مشيرا الى ان "عرسال بلدة سنية مسالمة وسط محيط شيعي كريم، وهي بالتالي لا ترنو سوى الى اطيب واصدق واخلص العلاقات مع هذا المحيط بمثل ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة في سوريا".

ودعا الحجيري "حزب الله" الى "عدم نسف تاريخ طويل من الجيرة والمحبة، والمغامرة بهذه الفسيفساء المذهبية المشرقة والفريدة من نوعها"، مؤكدا من جهة ثانية ان "عرسال لن تكون يوما سوى مع الشرعيتين اللبنانية والعربية، وان هويتها السياسية والائتمانية لن تكون سوى هوية الجيش اللبناني".

وختم الحجيري مناشدا دول الخليج العربي كونها أم السنة في لبنان والراعية لهم، للتحرك عربيا ودوليا وممارسة الضغوط على دول القرار، من اجل حماية عرسال ومنع المتربصين بها من سحبها الى قلب النار السورية، مؤكدا ان مقومات الصمود في عرسال تستند على عنصرين اساسيين وهما: الجيش اللبناني بالدرجة الاولى، ودول الخليج العربي بالدرجة الثانية، وما دونهما قد تنزلق المنطقة الى بحر من الدماء.