اشارت "الاخبار" الى ان رئيس تيار "المستقبل" فؤاد السنيورة حرص خلال لقاء وفد تكتل "التغيير والإصلاح" على إفهام ضيوفه بأنه هو زعيم تيار "المستقبل". في كل تفصيل، من أسماء النواب الحاضرين، إلى مكان الاجتماع، إلى طريقة الجلوس وترتيب دور الكلام، كل تفصيل أراده السنيورة ليقول للعماد ميشال عون إنك توجهت طيلة سنة ونصف سنة من حوارك "المستقبلي" إلى العنوان الخاطئ. ولذلك لم يصلك رد ولا جواب. أفهم الرجل ضيوفه أنه هو صاحب القرار، وهو الآمر الناهي، سلمياً. فرئيس تيار المستقبل سعد الحريري على سفر دائم. فيما هو من وقف ذات يوم في وجه جميل السيد وإميل لحود، مذكراً بقول محمود درويش: "وطني ليس حقيبة وأنا لست مسافر". أكثر من ذلك، وفي الشكل دائماً، أوصل السنيورة إلى محاوريه الرسالة المطلوبة: أنا من يمسك بكتلتنا النيابية، وبمجلس الوزراء، وبإدارة الدولة، وبالمجلس الشرعي. فمع من تضيعون وقتكم وتهدرون الجهد؟.

اضافت الصحيفة "لكن الأهم من الشكل كان طبعاً المضمون. قال السنيورة لنواب عون: تقولون إنكم تشعرون بالتهميش؟ لكن نحن نعيش التصفية. أنتم تعتبرون دوركم مهدداً؟ نحن نرى حياتنا مهددة. بهذه الكلمات البسيطة، فتح السنيورة باب الانطباعين المتناقضين للواقع الواحد. لم يعد من يتكلم شخصاً. صار جماعة. ولم يعد كلامه عن الجماعة الآن، صار عنها في التاريخ، ومنه. في الشكل كان الحوار حول 12 شهراً من الشغور الرئاسي. لكن في المضمر والمقصود، كان الكلام عن 14 قرناً من صراع لا مكان في مؤداه إلا لحي واحد. كان السنيورة يتحدث عن القانون والدستور والميثاق، وعن 7 أيار وحكومة الحريري التي أسقطت وعن سوريا والعصر. لكن ضيوفه فهموا أنه يقصد أمراً واحداً: نحن منذ ألفية ونيف ننتظر هذه اللحظة من الصراع، فحين أزفت ودقت ساعتها، وقفتم أنتم مع امين عام حزب الله حسن نصر الله ضدنا. أي وقفتم مع السيف الشيعي الإيراني على رقابنا. وقفتم مع إسقاط حلمنا وضرب مشروعنا ونسف خلافتنا ودك أمتنا، هكذا خيل للضيوف أن يسمعوا المعاني، أياً كانت الكلمات المقولة".

ولفتت الى انه في المقابل، لم يكن تناقض الحوار غائباً عما قاله الوفد العوني أيضاً. تحدثوا هم أيضاً عن الميثاق ومقتضياته. وعن الدستور واحترامه. وعن قانون انتخاب لم يصلح مرة للانتخاب منذ 23 عاماً. سألوا مضيفهم لماذا ترفضون عون رئيساً؟ فقيل لهم لأنه مع حزب الله. فسألوا ثانية: ولماذا رفضتموه سنة 2005 يوم كنتم أنتم حلفاء حزب الله وكان هو خصمه الانتخابي؟! ألا يعني ذلك أن مشكلتكم معه ليست حزب الله، ولا الرئيس السوري بشار الأسد، بل مجرد أنكم ترفضون فيه الرئيس الذي يمثل المسيحيين كشركاء في وطن، لا كأجراء في شركة؟.