ندد سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي بالتفجير الآثم الذي وقع في مسجد الامام علي في بلدة القديح في منطقة القطيف، معتبراً أن قتل المصلين في بيت من بيوت الله يشكل أبشع صورة من صور التعدي على حرمات الله ومقدساته. وقد سبق للتيار المنحرف الدخيل على الإسلام أن سن هذه السنة الفظيعة من خلال قتل الإمام علي في مسجده ومحرابه دون أن يشعر قاتله بأن ذنباً كبيرا قد ارتكبه، وهكذا حال هؤلاء المنحرفين الضالين الذين لا يشعرون بأن تفجير المساجد وقتل المصلين، الذين لا يعبدون غير الله، هو تعد على أمن الله وساحة من ساحاته، بل يبررون القتل والاذية بمبررات ليس فيها من الفهم والمنطق والقيم الإنسانية شيء على الإطلاق. وهنا نحمل السلطات السعودية كامل المسؤولية عن الجريمة لأنها هي من روجت للفكر التكفيري، وهي من غذته بالتطرف، وهي من ساعدته على الجرائم التي ترتكب بحق المسلمين الشيعة بل بحق بقية المسلمين الذين لا يوافقون هذا الفكر في منهجه.

وتابع سماحته: إن آل سعود الذين أطلقوا سراح المئات من التكفيرين يعلمون أن هؤلاء سيستهدفون الشيعة ومساجدهم وأماكن تجمعاتهم، وأرادوا من خلال ذلك إرسال المزيد من الرسائل إلى إيران وحزب الله وشيعة البحرين بأن ينكفئوا عن الساحة العراقية والسورية واليمنية وأن يكف الشعب البحريني عن المطالبة بالحقوق وإلا فإن القتل والذبح والتهجير والتشريد سيصل إليكم وينال من قوتكم ووجودكم. وعلى هذا الأساس كان السياق يتطلب من ال سعود التحالف مع العدو الصهيوني والتنسيق مع التكفيريين لتمزيق المنطقة ومحاربة كل من يقف في وجه مشروعهم الظلامي الصحراوي المتخلف.

أضاف سماحته :لقد راقبنا تصريحات مسؤولي ال سعود فكانت كما هي العادة تضليل وكذب. ولا إشارة أو إدانة حقيقة لمشايخ الوهابية الذين يفتون لهؤلاء الشباب بارتكاب هذه الجرائم الوحشية، وبالتالي يقف الشيعة في مملكة آل سعود بلا حماية ولا حصانة أمام حركة التكفيري التي تبيح فعل كل شنيع بحق شيعة العراق وسوريا ولبنان والعراق واليمن وفي كل مكان. إننا نجدد ادانتنا لتفجير مسجد الامام علي ونترحم على الشهداء الذين مضوا كما مضى إمامهم علي بن أبي طالب ونسأل الله الشفاء العاجل للمصابين، وندعو شيعة القطيف والاحساء وباقي المناطق في الجزيرة العربية إلى الوعي والتيقظ والوحدة والله المستعان وهو خير الناصرين.