بعد طول غياب هل يعود مخيم الطوارئ إلى كنف السلطة الفلسطينية؟ الجواب هو في معرفة تاريخ هذا المخيم الذي جهز على عجل لاستقبال الفلسطينيين عشية النكبة وكانت مساحته الضيقة غير كافية لتدفق العائلات النازحة فتوسع المخيم بمساحته التي لا تتعدى المئة متر طولا وخمسين متراً عرضاً إلى الأراضي المجاورة أي ​عين الحلوة​. وبقي الطوارئ على أطراف عين الحلوة إلى أن استقر مقرا لإقامة أخطر المطلوبين حيث يستقر هؤلاء في الطوارئ بحيث يمنع عليهم الدخول إلى عين الحلوة لأن الكفاح المسلح يعتقلهم ويسلمهم إلى السلطات الأمنية اللبنانية. واستمر هذا التفاهم حيزاً طويلا من الوقت إلى أن بات الطوارئ مقرا لبعض المطلوبين اللبنانيين كما أن أبوابه باتت مفتوحة باتجاه منطقة التعمير المحاذية مما يعطي المطلوبين الإرهابيين المزيد من الحركة والفعالية.

بالأمس زف الى سكان مخيم عين الحلوة خاصة والى اللبنانيين عموما خبر دخول القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة الى منطقة الطوارئ عقر دار التنظيمات التكفيرية الارهابية وهي المرة الاولى التي تتجاوز فيه هذه القوة الخطوط الحمر التي وضعتها القوى المذكورة المؤلفة من بقايا «جند الشام» و«فتح الاسلام» و«كتائب عبد الله عزام» وغيرها من التنظيمات فيما الباقون يتمركزون في حي حطين، فهل هذا يعني اننا سننام على حرير تسليم المطلوبين خصوصا منفذ عملية تصفية عنصر «سرايا المقاومة» مروان عيسى الارهابي محمد الشعبي وليس الذي كلف خالد كعوش الذي كلف باستدراجه والذي يدرج في خانة الدرجة الثالثة وفق مصادر فلسطينية متابعة.

وتابعت هذه المصادر انه كانت من شروط دخول القوة الامنية الى الطوارئ تسليم قتلة عيسى وجهاد بلعوس ولكن هل ستجري الرياح وفق ما تشتهيه سفن القوة الامنية لا سيما وان التجارب السابقة اثبتت فشل كل الخطط الامنية التي وضعت وانها مجرد عراضات واثبتت فشلها في كل مرة؟

وتضيف المصادر ان منطقة الطوارئ في القانون هي ليست تابعة لمخيم عين الحلوة ولكن في العام 1991 اثر انسحاب الفلسطينيين من شرق صيدا تمدد الوجود الفلسطيني الى تلك المنطقة التي كان يقطنها لبنانيون ولم يكن للتكفير وجود هناك الا على اثر اتفاق « أوسلو» وتراخي منظمة التحرير الفلسطينية.

وتتابع هذه المصادر ان القوة الامنية دخلت الى الطوارئ وبعد صدور بيان من الشباب المسلم هناك يؤكدون فيه ان لا احد يدخل الى منطقتهم دون استشارتهم وموافقتهم اضافة الى ان هناك حاجزاً واحداً أقيم في منطقة محطة جلول من هنا يطرح المصدر السؤال هل أصبحت منطقة الطوارئ جزاء من نسيج مخيم عين الحلوة أم مخيم عين الحلوة أصبح من نسيج منطقة الطوارئ؟ ولماذا الآن نجحت القوة الامنية بالدخول إلى منطقة الطوارئ هل أصبحت جزءاً من المخيم بكل مكوناته الإيجابية والسلبية هل الغطاء السياسي للتكفيريين واقع حقيقي وبدون مواربة هل ستلتزم القوة الامنية بتسليم المطلوبين للجيش اللبناني أم أصبحوا جزءا لا يتجزأ من ملف عين الحلوة هل هذه الخطوة هي خطوة أولى لتفكيك الحالة التكفيرية في عين الحلوة أم أنها قيمة إضافية للتكفيريين؟!