رد رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​، على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، بالقول: "تمنيت لو ان تعليقي في هذا اليوم، يقتصر على توجيه التحية الى اللبنانيين وتضحياتهم في عيد التحرير، اما وان هناك من أراد ان يحتكر المناسبة بالمطلق ويتجاوز حدود الاجماع الى خطاب التخوين والمكابرة، كان لا بد من الوقوف عند سيل المغالطات والتهديدات التي سمعها اللبنانيون".

وأعلن أننا "في تيار المستقبل نعلن على الملأ ان الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية هي ضمانتنا وخيارنا وملاذنا، وأي كلام عن ضمانات أخرى أمر موهوم ومرفوض وخوض عبثي في مشاريع انتحارية".

وشدد على أن "الدفاع عن الأرض والسيادة والكرامة ليست مسؤولية حزب الله لا في عرسال ولا في جردوها ولا في أي مكان آخر، وموقفنا من داعش وقوى الضلال والارهاب لا تحتاج لشهادة حسن سلوك من أحد".

وأكد أن "لا معادلة ذهبية لحماية لبنان سوى معادلة الاجماع الوطني والتوقف عن سياسات التهديد والوعيد والتلويح بالقبضات. وأن معادلة الحشد الشعبي لا مكان لها في لبنان، ولن نغطي اي دعوة لذلك تحت أي ظرف من الظروف".

وتساءل: "أي معنى لربط مصير النبطية وبعلبك وعرسال بمصير الرمادي والموصل وتدمر وصعدة وسواها؟ والى أية هاوية يريدون أخذ لبنان؟ وأية حرب يطلبون من الطائفة الشيعية وأبناء العشائر في بعلبك - الهرمل الانخراط فيها؟".

ولفت إلى أننا "منذ سنوات ونحن ندعو الى كلمة سواء تحمي لبنان والحياة الوطنية المشتركة، ولكن هناك في المقابل من يصر على الانتقال من حرب الى حرب ومن حريق الى حريق. فمنذ سنوات ونحن ننادي بوضع استراتيجية وطنية تحمي لبنان من الاٍرهاب والحرائق المحيطة، وتعترف للجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية بالحقوق الحصرية في حماية الأمن الوطني. ولكنهم، وفي كل مرة يبذلون الجهد تلو الجهد لتعطيل هذه المهمة الوطنية، ويخرجون على اللبنانيين بأن جيشهم عاجز وقاصر، وان جيش الحزب وحرسه الثوري هو الوحيد القادر على درء الاخطار".

وأضاف: "لقد راهنوا طويلا على انتصار بشار الأسد، وها هو يغرق أمام أعينهم، وينسحب لمصلحة داعش، في مؤامرة مكشوفة تفضح المخطط المشبوه لتسليم سوريا الى الاٍرهاب. انهم يريدون لبشار الأسد ان يتنفس من رئة لبنان. أي من أرواح شباب لبنان وشباب الشيعة تحديدا، الذين يدفع بهم إلى قتال لا هوية دينية أو أخلاقية أو وطنية له. إنهم يريدون من حدود لبنان، ان تشكل طوق النجاة الأخير لنظام يتهاوى، لن تمكنه معارك القلمون وغارات البراميل المتفجرة على الافلات من مصيره المحتوم. ومصير داعش لن يختلف عن مصير بشار الأسد، فالاثنان يتحركان فوق آلة القتل والدمار، والاثنان سيلقيان بإذن الله المصير نفسه".

وتابع: "قبل أسابيع قال للبنانيين، عليكم ان تكونوا شركاء في اعادة عجن المنطقة، ويبدو لي انه يستدعيهم اليوم كي يكونوا كمشة دقيق صغيرة في العجنة الكبرى. وعلى الرغم من ذلك، نحن نقول انه لم يفت الاوان، وما يعنينا من الحرب التي يراها وجودية، هو وجود لبنان وسلامة العيش المشترك بين ابنائه، وخصوصا سلامة الأخوة والحياة الواحدة بين السنة والشيعة".

ورأى أنه "اذا كان المطلوب من لبنان ان يشكل درع البقاء لنظام بشار الأسد، وخط الدفاع عن المشروع الإيراني على شواطئ المتوسط، فإن ذلك سيؤدي إلى وقوع لبنان في أزمة لا نهاية لها، أما إذا كان المطلوب ان نفك ارتباط لبنان مع حرائق المنطقة، فالأمر في غاية السهولة، نعود إلى الدولة ونتوحد على مرجعيتها ونقف جميعا خلف الجيش والقوى الشرعية في حماية الحدود ومواجهة مخاطر الارهاب من أي جهة أتى، فهذا هو الطريق الوحيد لدرء الفتنة عن لبنان، وتصحيح الخلل الكبير في العلاقات بين المسلمين".

ورأى أنه "ما من شيء يمكن ان يحمي لبنان، أقوى من وحدة اللبنانيين واجتماعهم على حصرية السلطة بيد الدولة"، لافتاً إلى أن "اجتماعنا تحت سقف الدولة واعترافنا بمرجعيتها، التي تعلو فوق كل المرجعيات الطائفية والحزبية والإقليمية، هو الأساس المتين في المعركة ضد الإرهاب. إن اجتماعنا هو السبيل لفتح الأبواب أمام المصالحات الحقيقية وانهاء الشغور في موقع الرئاسة وإعادة الاعتبار للنظام العام. ووجودنا كطوائف وأحزاب وقوى سياسية، رهن بوجود الدولة وحماية العيش المشترك من السقوط".

وشدد على أن "ملاذنا الدولة وخيارنا ان نعيش في الجمهورية اللبنانية، نلتزم دستورها وقوانينها وقواعد العيش المشترك بين ابنائها، وأي خيار آخر هو قفزة في المجهول ورهان على احلام ابليس في الجنة. فمن لبنان نستطيع ان نقدم النموذج المطلوب لتصحيح المسار في العديد من البلدان الشقيقة. انها مسؤولية قومية وانسانية واخلاقية ودينية، تستحق الحماية من الحرائق المحيطة، وتعبئة الطائفة الشيعية وكل طوائف لبنان على المشاركة فيها".