ذكرت اوساط سياسية لصحيفة "الراي" الكويتية أن "ما نشهده حتى الآن هو تصعيد غير اعتيادي للضغوط من جانب "حزب الله" لدفع الحكومة الى التسليم بحتمية تغطية رسمية حكومية لخطة ميدانية جديدة يضطلع بها الجيش اللبناني لحسم الوضع في عرسال وجرودها، بما يوفر على الحزب ركوب المركب الخشن في فتح مواجهة هناك، ستفتح حتماً صفحة احتمالات شديدة الخطورة لانها ستتخذ فوراً بعداً مذهبياً".

وبحسب هذه الاوساط، "لم تكن سلسلة المواقف المتعاقبة لمسؤولين وقادة في "حزب الله" في الساعات الاخيرة التي سبقت الموعد المحدد لخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في النبطية، سوى انعكاس لخطة إعلامية وضعها الحزب من اجل إفهام الحلفاء والخصوم بأن معركة جرود عرسال آتية لا محالة، وان الأفضل للخصوم ان يعيدوا حساباتهم جذرياً هذه المرة تجنباً لتداعيات ترْك الامر لقرار الحزب الذي لم يعد محرجاً ابداً في التلويح بانه قد يخوض المعركة وحده اذا استلزم الامر".

وكشفت الاوساط نفسها، انها "من خلال التحرك الذي تقوم به بين المراجع اللبنانية لا يبدو ان هناك بعد معطيات ثابتة ومؤكدة حيال خطط الحزب المقبلة، ولكن يبدو واضحاً ان اثراً كبيراً وثقيلاً بدأ يرخي تداعياته على قيادته، جرّاء الانهيارات الواسعة التي أصابت قوات النظام السوري اخيراً، سواء بانسحابها طوعاً من مناطق استراتيجية او تحت وطأة هجمات "داعش" والمعارضة"، مرجحة أن "يكون الحزب نفسه بلغ المرحلة الأشد خطورة ومصيرية في مسار تورّطه في الحرب السورية، بما سيملي عليه الاندفاع قدماً نحو تحصين ما يمكن تحصينه لحماية ما حققه في معركة القلمون بقفل ثغرة عرسال".

وأشارت الى أن "بلوغ هذه المرحلة يضع الحزب وعبره لبنان بأسره في عين العاصفة فعلاً، خصوصاً بعدما أظهر الحزب ازدواجية تدلّ على اضطرابه غير المعتاد من خلال إصداره توضيحاً للكلام الذي نشرته الصحف المحسوبة مباشرة عليه في شأن تلويح نصرالله للمرة الاولى بإمكان إعلان التعبئة العامة".

وشددت على أن "الكثير من الافرقاء اللبنانيين لن يسمحوا باستدراج الجيش الى معركة خارج الإطار الدفاعي المحدد الذي يتبعه، لا تستبعد إعادة البحث في واقع انتشار مخيمات النازحين السوريين في عرسال ومحيطها قريباً جداً، بما يفتح الباب على البحث في مخارج تُجنِّب لبنان السقوط في متاهات الخطر القاتل. وهو امر يجري تداوله منذ مدة بعيدة ولكن الوقائع الميدانية الاخيرة قد تملي الاتجاه الى حلول سريعة له بحيث يجري الفصل بين النازحين والمسلحين من دون توريط الجيش في معركة استباقية، ما يحصر الوضع الميداني في جرود عرسال من دون البلدة،علّه يمكن عقب ذلك اجراء مفاوضات برعاية أطراف إقليميين لتأمين ممرات آمنة لانسحاب المسلحين اسوة بالمفاوضات الجارية حالياً في ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين".