رأى رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" السيد إبراهيم أمين السيد، أن "المعركة ضد العدو الاسرائيلي وضد العدو التكفيري هي معركة واحدة في موقعين، فمخطئ من يعتبر أن موقع مواجهة التكفيريين منعزل عن موقع مواجهة الاسرائيليين، وكذلك في الانجازات فهناك إنجازان من نوع واحد، فالنقطة الرئيسية في مواجهة العدو الاسرائيلي أن المقاومة في لبنان هزمت الجيش الذي لا يقهر، لكن هذا العدو الذي لا يقهر هو من خارج نسيج الأمة الفكري والسياسي والاجتماعي بل هو خارج نسيجها الجغرافي، ويراد لهذا العدو أن يكون له جغرافيا، فيما بعد أن يدخلوا هذه الجغرافيا في النسيج الجغرافي للمنطقة، وهذا لم يحصل بعد، إنما هناك محاولة للقيام بذلك، وأما العدو التكفيري الإرهابي فهو عدو وجزء من نسيج الأمة الديني والفكري والثقافي والنص الديني، كما هو جزء من النسيج الجغرافي للمنطقة أو للعالم الإسلامي وقد تجاوز ذلك".

واضاف خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور اسبوع عبد الله عبد الحسين عطية في حسينية بلدة جويا الجنوبية: "أن هذا العدو وبرمزية معينة، وكما يتابع كل العالم الصور البشعة من القتل والذبح وما شابه، فهذا بالنسبة له سياسة ينتهجها، وهم لا ينزعجون من نشر هذه المشاهد لأنها جزء من سياستهم الإعلامية، وهذا يعني أنهم يريدون أن يصبحوا مثل الإسرائيلي الجيش الذي لا يغلب، كما يريدون هزيمة المجتمعات قبل أن يصلوا إليها، أي أن يهزموا إرادتها ومعنوياتها وروح المواجهة والمقاومة فيها من خلال هذه المشاهد التي ينشرونها بقصد دب الرعب، وهناك شواهد تاريخية عن الذين كانوا يهابون الحروب قبل أن تبدأ".

ولفت إلى أن "أغلبية اللبنانيين يشعرون بخطر من هؤلاء التكفيريين الإرهابيين، وبأنهم تهديد للمسلمين والمسيحيين وكل مكونات لبنان والمنطقة، فأين يوجد من لا يزال يغلق على عقله ويقول إن هؤلاء المسلحين غير موجودين، وهم قد أصبحوا في العالم الإسلامي كله منتشرين، ففي كل بلد يوجد مشكلة إسمها هؤلاء المسلحين، وكذلك في أوروبا وأميركا، فالمسألة هناك هي مسألة وقت، وهي مختلفة عما يجري في العالم الإسلامي حيث يسيطر التكفيريون على مساحات واسعة من المناطق، فهذا مختلف عن مجموعات سرية خفية موجودة في أي مكان آخر".

وأشار السيد إلى أنه "وبالمقارنة بين حجم أو تهديد الوجود التكفيري والمواقف السياسية التي يطلقها بعض الفرقاء في لبنان حول هؤلاء التكفيريين، أو وجود "حزب الله" في سوريا وتصديه لهؤلاء التكفيريين الإرهابيين في جرود القلمون وغيرها، نجد أنه من العجيب أن السياسيين في لبنان يوجد لديهم مشكلة وحيدة هي أنه كيف يتواجد "حزب الله" الآن في سوريا أو القلمون، مع العلم أننا لو سألنا أي من الشباب الذين يقاتلون في القلمون سيجيبون على هذا السؤال، لأن درجة الوعي والمسؤولية عند مجتمعنا وأمتنا وشبابنا وأجيالنا هي عالية تجاه هذا الخطر الموجود".

واعتبر السيد أن "موقف الفريق الآخر في لبنان مبني على سياسة متبعة، فهو أولا متواطئ ليس من الآن بل منذ بداية الأزمة في سوريا، فهو متواطئ مع كل الجهات العربية والدولية في الحرب ضد سوريا، وأما ثانيا فإن هذا الفريق كان مكلفا بتحويل لبنان إلى ساحة مساندة ودعم وتسليح وإرسال مسلحين وتقديم التمويل، ونقل الأدوية ومعالجة الجرحى، فهذا الذي كان مطلوبا منهم تنفيذه، وقد وضعوا له عنوانا".