اشار سفير سوريا علي عبدالكريم علي بعد لقائه رئيس الحكومة السابق سليم الحص في مكتبه في عائشة بكار، الى ان "زيارة الحص في عيد التحرير هي للتهنئة أولا، وكانت جولة أفق تم التركيز فيها على معاني العيد وهذه الذكرى التي تستوجب من الجميع قراءة عميقة وصحيحة لا تحتمل الحياد لأن ما تتعرض له الأمة وثوابتها صار يستدعي الموقف الصريح والحاسم كالذي أعلنه السيد حسن نصرالله أمس".

وتابع علي: "من هذه الأجواء كان الحص مستبشرا من هذه المقاومة التي حققت الانتصارات، ولأن صمود سوريا وجيشها في مواجهة الارهاب يشكل تطهيرا للانتصار على العدوان الاسرائيلي في مناسبة مرور خمسة عشر عاما على الانتصار عليه. رغم المال الذي يتم دفعه وحشد الارهابيين من كل الجهات فإن محور المقاومة سينتصر في النهاية".

وردا على سؤال عن اقتسام سوريا بين مناطق سيطرة النظام وسيطرة "داعش"، قال: "رغم شراسة ما تتعرض له سوريا ورغم حشد الارهابيين من كل الجهات ومن دول تدعي انها شقيقة وغيورة على الامن العربي لانها هي التي تدعم الارهاب وتتكامل مع تركيا والغرب واميركا في هذا المجال، رغم كل ذلك فإن سوريا صمدت ومثلها جيشها، كما ان البيئة التي احتضنت الارهابيين غيرت رأيها اليوم". أضاف: "ان سقوط تدمر وقبلها مناطق في حلب وجسر الشغور لا يدعو الى الاحباط رغم بشاعة ما حصل، فسوريا صامدة والرئيس بشار الاسد يتمتع برباطة جأش. صمود مواقف دول البريكس وتراجع اميركا في المنطقة، وكل هذا مؤشر رغم ما يعتري الوضع من دماء وخسائر لكن النصر سيكون حليف المقاومين. ان هذا الارهاب يستهدف نسيج كل المنطقة وليس فقط المسيحيين والكرد وغيرهم. وخطر هذا الارهاب بات يستهدف داعميه من تركيا وغيرها وفتح اعين الجميع على مخاطره بما فيهم اوروبا واميركا. نحن نستقوي بأنفسنا وبمقاومتنا وسوريا ستنتصر على الارهاب وغدا سيحمل البشائر ان شاء الله وسوريا قوية لها ولكل اصدقائها في المنطقة وشعوبها".

ورأى ان "الحياد والهروب من المواقف لم يعد يجدي ولا يقابله سوى الرؤية الواضحة تمهيدا لانتصار شعوب المنطقة الحقيقي".

وبعد لقائه ناب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، لفت الى ان هذا اللقاء من أجل التهنئة بالنصر وللإصغاء إلى رؤيته في هذه الظروف التي تواجه المنطقة وكل محور المقاومة، وهذه الحرب المفتوحة التي استحضر فيها كل إرهاب ومجرمي العالم، هذا الصمود وهذه القدرة، روح المقاومة التي جسدتها ذكرى الانتصار في حرب التحرير في أيار 2000، وما جسدته لاحقًا وأكدته الانتصارات الكبيرة في 2006، وما تحققه المقاومة في سوريا ولبنان والعراق وفي كل المنطقة هو برهان أن المستقبل الذي نصبو إليه أصبح واضحًا أكثر وإن كانت لم تنتهِ فصول هذه المواجهة مع الإرهاب التكفيري والإسرائيلي الذي يستثمر كل منهما بالآخر ويستقوي به وإن كان الرابح الأكبر والمخطط الأكبر هو الصهيوني ومن ورائه كل الضغط والتمويل والتسليح والرعاية الاستخبارية العالمية.

اضاف علي "لنا الثقة إلى حد اليقين بأن المستقبل واضح بصراحة كاملة بأن النصر لنا وللمقاومين. وحاضنة المقاومة تكبر في كل يوم ليس في سوريا والعراق فحسب وإنما في المنطقة كلها حتى في الدول التي ترعى الإرهاب وتموله، هناك شعوب سيستيقظ الوعي فيها وترى الحقائق أمامها، والنصر لهؤلاء الذين لديهم قضية وكرامة وإصرار على الحفاظ على الكرامة وصناعة النصر والأمان لكل الذين يستحقون هذا الأمان".