اشار وزير الاشغال ​غازي زعيتر​ الى ان "لبنان درة التاريخ ومهد الحضارة، أرقى مراتب إرثه أبجدية نشرها من جبيل وصور الى أرض بعلبك مثلث التاريخ والإبداع والمقاومة التي نجتمع في رحابها ننهل من عصائر تراثها، نستلهم من خلود شهدائها ونأخذ العبر من تاريخها. نجتمع اليوم في شهر أيار. السادس من أيار ذكرى الشهداء الذين أعدموا ليقوم لبنان. 25 منه تمثل الذكرى 15 لعيد المقاومة والتحرير. يوم بزغ فجر الإنتصار بين ذكرى النكبة والنكسة ليقول لنا ان عصرا جديدا وتاريخا حديثا قد بدأ. دخلنا مرحلة الإنتصار ولن يكون في مصطلحاتنا بعد 25 أيار لا نكبة ولا نكسة ولكن مقاومة وتحرير ونصر وانتصار".

أضاف خلال احتفال حاشد نظمته حركة "أمل" في الهرمل لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، "نستحضر في هذا العيد شهداءنا الأبرار جميعهم من أول قطرة دم سقطت على أرض لبنان في الصراع مع العدو ومن أول رصاصة أطلقت في فضاء لبنان في مواجهة هذا العدو. نستحضر تضحيات الأسرى الذين ما زالوا في السجون وعذابات الأسرى المحررين الذين جاهدوا وصبروا وأنعم الله عليهم بالحرية. نستحضر آلام الجرحى وتعب وسهر وجهاد المقاومين الأبطال الأعزاء. نستحضر المعاناة اليومية للشعب الأبي الذي صمد منذ عام 1978 في خطوط المواجهة وعلى امتداد الوطن وخصوصا في الجبهة الخلفية حيث كان الإحتضان والخزان للمقاومة في بعلبك الهرمل والبقاع".

وتابع: "أبناء البقاع، العمود الفقري الحامي لقرار المقاومة حيث أثبتوا ويثبتون انهم الرافد والحامي دفاعا عن لبنان كل لبنان. نستحضر في هذا اليوم الجزء المتبقي من أرضنا المحتلة والمتمثل بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر، لنؤكد معادلة الثالوث الذهبي الجيش والشعب والمقاومة لردع العدوان وتحرير الأرض. نستحضر في هذا العيد طريق الإمام القائد السيد موسى الصدر وحامل الأمانة دولة الرئيس نبيه بري هذا الطريق يعني طريق المقاومة والتحرير والعيش المشترك والوحدة الوطنية، ورفض الحرب الأهلية. طريق موسى الصدر يعني طريق الحوار والإنفتاح وبناء الدولة العصري ومعالجة الحرمان، نعم معالجة الحرمان لا سيما في بعلبك الهرمل وايضا محاربة الفساد، طريق موسى الصدر يعني الإيمان بفلسطين، والقضية الفلسطينية يعني الإيمان بلبنان الذي لا يوجد فيه ابن ست وابن جارية، ولا يوجد فيه منطقة مفضلة على أخرى ولا إنسان على إنسان. نستحضر أخيرا ما أكده دولة رئيس مجلس النواب في الذكرى الخامسة عشرة لعيد المقاومة والتحرير وفي ظل الظروف والأوضاع المحلية والإقليمية السائدة من انه بات من الملح أن يقتنع الجميع بمفاهيم المقاومة الموحدة حول حماية حدودنا، كل حدودنا، حدود الوطن وليست حدود أي طائفة أو مذهب، والى ضرورة ان نكون موحدين في المقاومة وحولها لحماية حدودنا المائية وثرواتنا الطبيعية ومنع العدو من استغلالها، وكذلك حماية حدودنا الشرقية والشمالية من الإرهاب التكفيري الذي يهدد وطننا ومواطنينا".

وقال: "تطمح وزارة الأشغال العامة والنقل الى إعادة صوغ دور يمكنها من المساهمة في رفع مستوى النمو عبر التخطيط لشبكة متكاملة ومتطورة من البنية التحتية. كما ان الوزارة مدعوة كغيرها من الإدارات والمؤسسات الأخرى لتأدية دور أساسي في ورشة الإنماء التي تتطلع اليها البلاد، فهي تتولى شؤون الطرق العامة المصنفة والتي تتألف من حوالى 6500 كلم موزعة على طرقات دولية ورئيسية وثانوية ومحلية، حيث تلعب هذه الشبكة دورا رئيسيا في تنمية وازدهار الإقتصاد وتشكل العصب الأساسي لاتصال مختلف المناطق بعضها ببعض. وبالرغم من الجهود التي قامت بها وزارة الأشغال العامة والنقل بهدف تأمين الحد الادنى المطلوب لصيانة وتحسين شبكة الطرق المصنفة فإنه بالنظر للاحتياجات هناك ضرورة ملحة لتأهيل الشبكة وتطويرها". أضاف: "لقد أولينا منطقة بعلبك -الهرمل رغم قلة الإمكانيات المالية اهتماما استثنائيا خلال العام 2014 وذلك بالنظر الى الحرمان المزمن والإحتياجات الكبيرة لهذه المنطقة، ونحن اليوم في افتتاح أحد هذه المشاريع الذي يتمثل بإنارة طريق الهرمل والذي يشكل شريانا حيويا للمنطقة".

وختم زعيتر: "نؤكد استمرار إيلاء منطقة بعلبك - الهرمل كامل العناية والإهتمام وفق الإمكانيات المتوفرة والأولويات المحددة، نجدد في عيد المقاومة والتحرير العهد لشهدائنا بالإستمرار بحمل الأمانة وتأدية الرسالة حتى تنتعش جنائن الإستقلال ويعبق شذا الحرية".