حثّ القيادي في "التيار الوطني الحر" انطوان نصرالله الحكومة اللبنانية على حسم أمرها بملف عرسال باعتبارها وجرودها أراض لبنانية محتلة، لافتا الى أن اهلها في خطر وجودي خصوصًا بعد الاشكالات المتكررة والتعديات التي يتعرضون لها من عناصر "داعش" و"جبهة النصرة" على حد سواء.

وشدّد نصرالله في حديث لـ"النشرة"، على عدم امكانية القبول والرضوخ بالوصول الى "عرسال 2"، معتبرا أن "أحدا لا يمكن أن يلوم حزب الله في حال قرر اقفال الحدود بوجه الجماعات الارهابية طالما ظلت الحكومة متلكئة عن القيام بواجباتها".

ونبّه الى أن "ابقاء منفذ للتكفيريين من سوريا الى لبنان يهدد بنقل الفتنة التي تتخبط فيها سوريا والعراق الينا"، معتبرا أن "المطلوب اليوم اقفال الباب على هذه الفتنة من خلال حرب استباقية لمواجهة المسلحين وهم في الجرود، وهو أولا واجب الجيش والحكومة".

جرح عرسال المفتوح سيتحول الى غرغرينا

واشار نصرالله الى "وجود خطاب في المنطقة بدأ بعض من في الداخل بتبنيه يهدد بجر البلد الى فتنة سنية شيعية"، لافتا الى ان "من يعتقد أنّه قادر بخطاب مماثل على حشد الجماهير ظنا منه بأن الانتخابات على الأبواب، مخطىء تماما باعتبار ان المنطقة ككل تمر بمرحلة مفصلية يتم خلالها اعادة رسم حدود جديدة وتحديد دور جديد لها". شدّد على أنّ "المطلوب من المسؤولين اللبنانيين التعالي عن الصغائر لانقاذ البلد واقفال الأبواب على الفتنة".

ونبّه الى أنّه "وفي حال ظل جرح عرسال مفتوحا فسيتحول الى غرغرينا تؤدي لقطع أحد أعضاء الجسد او لتسمم الجسد بالكامل". ورأى أنّ "ما شهدناه أخيرا من تحرك شعبي بسيط لمواجهة خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لا يندرج باطار التعاطي بمسؤولية مع المرحلة"، داعيا للاتعاظ مما يحصل في القطيف كما في سوريا والعراق.

الشغور الرئاسي قد يستمر 6 سنوات!

وبالملف الرئاسي، أعرب نصرالله عن اسفه "لكون فريق لبناني قرر ربط الأزمة الرئاسية بأزمات المنطقة ما يهدد ببقاء الشغور لأعوام الى الامام وحتى لـ6 سنوات، أي عهد كامل، حتى تبلور وضع المنطقة ما سينعكس تلقائيا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا كما سيؤثر على علاقات اللبنانيين بعضهم ببعض".

واشار نصرالله الى أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون "سعى للبننة الاستحقاق من خلال طرح اكثر من مخرج للأزمة"، وقال: "أعددنا مبادرة عرضناها على الأفرقاء كافة لحثّهم على تحمل مسؤولياتهم واعادة الاستحقاق الى الداخل اللبناني، الا ان هناك فئة ترفض الاتيان برئيس قوي حتى تتبلور صورة المنطقة وتتمسك بالرئيس الضعيف الذي يمكنها تسييره حسب أهوائها".

سنرفض التمديد لأي سلطة أمنية او سياسية

وتطرق نصرالله لموضوع ​التعيينات الأمنية​، لافتا الى ان "التكتل يحاول أن تتم هذه التعيينات باطار توافق سياسي، ولكن وفي حال أصر باقي الفرقاء على التمديد فنحن لن نسكت على هذا التمادي بخرق الدستور والقوانين المرعية الاجراء". وقال: "كما رفضنا التمديد لرئيس الجمهورية ولمجلس النواب وتقدمنا بطعن في هذا المجال، سنرفض التمديد لأي سلطة أمنية او سياسية وسنتخذ كل الخطوات اللازمة، والا سنكون نساهم بادخال لبنان بدوامة من اللامبالاة ما يؤثر على وضع دولة القانون والعدالة".

وختم قائلاً: "من هذا المنطلق، وزراء التكتل لا يجب أن يبقوا في الحكومة شهود زور في حال عدم اتمام التعيينات".