اعتبرت جبهة العمل الإسلامي في لبنان خلال اجتماعها الدوري برئاسة منسقها العام الشيخ الدكتور زهير الجعيد، أنّ ذكرى التحرير والمقاومة هذه السنة ليست كسابقاتها من السنين وذلك بسبب الشلل السياسي والتعطيل الحاصل في المؤسسات الرسمية بدءاً من عدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية أولاً ، وانتهاءً بعدم عقد جلسات التشريع النيابية ، وذلك عدا عن المناكفات والتجاذبات والمدّ والجزر داخل جلسات الحكومة والتي لا تُسمن ولا تغني من جوع ، هذا أولاً ، وأما ثانياً : بسبب الأخطار المحدقة بالوطن من كل حدب وصوب بدءاً من الجنوب الصامد والتهديدات الإسرائيلية المستمرة والاعتداءات شبه اليومية براً وبحراً وجواً ، ومروراً بخطر الجماعات الإرهابية المسلحة في جرود وجبال القلمون اللبنانية ، وكذلك جرود عرسال المحتلة ومدينة عرسال القابعة والخاضعة لنفوذ وسيطرة المسلحين الذين يصولون ويجولون ويخطفون ويقتلون ويصدرون الأحكام بحق بعض الأهالي في المدينة كما يحلو لهم ، لذا ولهذا كله فإن ذكرى التحرير والمقاومة والتمسك بثوابت ومبادئ الاستراتيجية الدفاعية والثلاثية الذهبية بات وأضحى أمراً مطلوباً ، بل واجباً وذلك من أجل تحرير الأرض المحتلة من سيطرة المسلحين في جرود عرسال ودرء خطرهم ومنعهم من التوسع والتمدّد وتحقيق أهدافهم ومآربهم المشبوهة ، ومن أجل تثبيت الانتصار الكبير الذي تحقّق عام 2000 وعام 2006 والبقاء على اليقظة والجهوزية التامة لمنع العدو الصهيوني الغادر من استغلال أي فرصة أو انشغال داخلي قد تجعله يُقدم على ارتكاب أية حماقة ظناً منه أنّ المقاومة منشغلة في مكان ومحور آخر ، وبالتالي فإنّ جهوزيتها واستعداداتها ناقصة ، وتابعت الجبهة : أنّه من المعلوم أنّ كل الدول المحتلة أرضها تُشكل شعوبها مقاومة شعبية تكون سندا فعلياً ودعماً حقيقياً لجيوش تلك الدول حتى يتحقق النصر والتحرير ، ونحن في لبنان ينطبق علينا هذا الواقع ، وعلى المسؤولين فعلاً وخصوصاً القوى المندرجة تحت فريق الرابع عشر من آذار أن تحمد الله وتشكره على نعمة المقاومة الموجودة التي حرّرت الأرض والإنسان وحافظت على سيادة واستقلال لبنان ، والتي تقاتل اليوم الإرهاب المسلح المحتل لأرضنا وتعمل على دحره وهزيمته وطرده كي تكفي لبنان واللبنانيين شرّه وجرائمه وغلوائه .