لفت وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ بعد لقائه نظيره الأرميني إدوار نالبنانديان، الى أن "لبنان و​أرمينيا​ يتشاركان هذه السنة المأساة الواحدة إنسانيا من قتل وذبح وتهجير وتجويع للبنانيين والأرمن. ولذلك نعيش التاريخ المشترك في المعاناة، ونتطلع الى مستقبل مشترك نتمكن فيه من مواجهة الأفكار الإرهابية والتكفيرية نفسها التي عانيناها منذ مئة عام"، مؤكدا "أننا ننوي تعزيز علاقاتنا المشتركة لكي نتمكن من الدفاع معا عن حقوق الأقليات أو المجموعات البشرية في هذه المنطقة، فتتمكن من العيش مع كل الفوارق وكل الخصائص التي تتميز بها، وتتمكن من العيش بحرية".

وأوضح باسيل أنه "جرى خلال اللقاء، تقييم العمل المشترك الذي قمنا به مع ارمينيا وروسيا والفاتيكان في جنيف، في موضوع حماية الأقليات في المنطقة، وتبين لنا ان العمل كان مفيدا وننوي تكرار هذه التجربة. كذلك قيمنا موضوع الاغتراب اللبناني والارمني في العالم، وكيف يمكننا أن نتعاون عبر سفاراتنا ومن خلال الجاليات لما تحمله من قدرة كبيرة لكي نقوم بعمل مشترك، وذلك بهدف تقوية علاقاتنا الاقتصادية بين لبنان وأرمينيا وبين لبنان والأرمن في كل أنحاء العالم، لكي نتمكن من الصمود والمواجهة معا في هذه المنطقة. ونحن أبناء قضية واحدة هي قضية الخير التي ستنتظر حتما في النهاية على قضية الشر الذي نواجهه".

بدوره، شكر نالبنديان باسيل على "دعوته الكريمة لزيارة لبنان، وكذلك على الحفاوة وحسن استقباله لوفدنا"، مشيرا الى أن "لقاؤنا الاخير جرى قبل شهر تقريبا في 23 نيسان الماضي، حين كان باسيل يشارك في فعاليات الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية في يريفان، واليوم استكملنا مناقشاتنا حول تطوير العلاقات بين أرمينيا ولبنان. لقد تطرقنا الى قضايا الحوار السياسي والمشاورات بين وزارتي خارجية البلدين، فضلا عن التعاون المتبادل والمتعدد الأطراف في المنظمات الدولية".

وشدد على "ضرورة إيجاد حلول لتوفير حاجات ملايين اللاجئين بسبب التطورات في الشرق الأوسط، وإيجاد ظروف معيشية أفضل له"، مضيفا: "تحدثنا عن اللقاء الرفيع المستوى المخصص لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط الذي جرى في إطار مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بمبادرة من أرمينيا ولبنان وروسيا والفاتيكان في آذار الماضي. وشددنا على ضرورة الأعمال المنسقة في هذا الاتجاه".

وأوضح "أننا تطرقنا الى الطائفة الأرمنية في لبنان، ودورها الكبير في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وتطابقت وجهات نظرنا مع زميلي بأن الأرمن في لبنان يشكلون الجسر المتين والممتد بين البلدين والشعبين الصديقين. قدمت لزميلي شرحا عن الجهود التي تبذلها أرمينيا والرؤساء المشاركون في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي من أجل التسوية السلمية لقضية كاراباخ. وناقشنا مسألة تعزيز أواصر التعاون في إطار المنظمة الدولية للفرنكوفونية، ومسائل تتعلق بانعقاد مؤتمر الوزراء في الخريف المقبل من هذا العام في يريفان. واغتنمت الفرصة، ووجهت دعوة الى الوزير باسيل لزيارة رسمية لأرمينيا".