15 عاماً مرَّت على تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي، ليسجل "25 أيار 2000" نصراً تاريخياً على أعتى الجيوش في المنطقة...

وتحوّل يوم 25 أيار إلى عنوان للصمود والعنفوان والكرامة في مقاومة المحتل الإسرائيلي، الذي أُجبِرَ على الاندحار بعد 22 عاماً على احتلال المنطقة الحدودية في آذار من العام 1978، بعدما لم ينصع للقرار 425 الصادر عن "مجلس الأمن الدولي"...

إثر هذه الهزيمة النكراء التي مُنِيَ بها العدو الصهيوني وصل في دراساته الاستراتيجية إلى عدم جدوى استخدام جيوش "عميلة" تلتصق به مباشرةً، فاعتمد مبدأ "إيجاد عدو داخل العدو لتحقيق المبتغى"، لأنّ ذلك يمكن أنْ يحقّق النتائج المرجوة دون أنْ يتكتّل الخصم - على الرغم من انقساماته - ضد الاحتلال...

انطلاقاً من ذلك، وبهدف تنفيذ مخطّطاته، عمد الاحتلال عبر أجهزته الاستخباراتية إلى إنشاء مجموعات وتنظيمات وخلايا تحقّق له أهدافه، وهو ما نعيشه منذ فترة، حيث تقوم المجموعات الإرهابية التكفيرية بتنفيذ مخطّط العدو الصهيوني الهادف إلى تجزئة المجزّأ في المنطقة العربية وفقاً لما رُسِمَ في معاهدة "سايكس - بيكو" في العام 1916، وإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات عرقية ومذهبية، ما يؤدي إلى تبرير إقامة "دولة إسرائيل اليهودية" على أرض فلسطين المحتلة...

هذا العدو الذي يُمعِن تفتيتاً في المنطقة العربية، ردّاً على الهزائم التي مُنِيَ بها في لبنان وفلسطين... وإذا نجحت المقاومة بتحرير الأرض، وجهد البعض من أجل رفع الحرمان، فإنّ المهمة المُلحّة الآن هي بذل الجهود من أجل تحرير العقول المفخّخة بألغام الفتن الطائفية والمذهبية، والتي تُترجم على أرض الواقع باستغلال الشباب المندفع نحو القيام بعمليات انتحارية بتفجير نفسه أو سيارته في الداخل اللبناني، بدلاً من أنْ تكون المهمة في مواجهة العدو الصهيوني...

بين التحرير في مثل هذه الأيام من العام 2000 واليوم، تغيّرت الكثير من المعطيات والوقائع، وفي مقدّمها الانقسام بشأن المقاومة، خاصة بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري (14 شباط 2005) وأحداث 7 أيار 2008 وما تبع ذلك، وانعكاس الأزمة السورية على الواقع الداخلي في لبنان، سواء بتدخّل أطراف لبنانية في الصراع الدائر بين النظام والمسلّحين، أو بكثافة أعداد النازحين السوريين إلى لبنان، الذين تخطوا الـ 1.5 مليون نسمة، ما أرخى بثقل إضافي على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والأمني المتأزّم أساساً في لبنان.

أحداث متعدّدة شهدتها الساحة المحلية والعربية والدولية، تمثّلت بتغيّرات استراتيجية برحيل شخصيات كان لها وزنها وتأثيرها، أو انقلابات وتغيّر المشهد على أكثر من صعيد كانت نقطة التحوّل الرئيسية في أحداث 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأميركية، والذي اتخذ منها ذريعة لضرب العالم العربي والإسلامي والفتك به تحت عنوان "مواجهة الإرهاب".

تطلُّ الذكرى هذا العام في ظل:

- انقضاء السنة الأولى من شغور سدّة رئاسة الجمهورية، بعدما شهد هذا اليوم في العام 2008 تتويجاً لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.

- ارتفاع وتيرة السجال السياسي المُعبِّر عن احتقان شديد بين القوى السياسية المنقسمة، والتي يكاد كل ملف أنْ يُحدِث أزمة بينها، لولا تدخّل الحكماء والعقلاء في اللحظات الحسّاسة والدقيقة للمعالجة بإيجاد حلول لذلك، حيث بات ضرورياً تعالي بعض السياسيين على المصالح الشخصية والـ "أنا" من أجل التوصّل إلى نقاط التقاء للتوافق قبل فوات الأوان، خاصة أنّ مراكز القرار السياسي الدولي لديها اهتمامات أخرى تتقدّم على الملف اللبناني.

صمود في مواجهة الاعتداءات

وفي جولة جنوبية، يمكن بسهولة مشاهدة البنيان المترامي في البلدات الجنوبية الحدودية، وتحديداً المقابلة والمطلّة على المستوطنات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يؤكد أنّ الجنوبي مُصمّم على الصمود في أرضه، وأنّ ما يدمّره الاحتلال في عدوانه واعتداءاته، يسارع إلى إعادة بناء ما تهدّم، وبأفضل ممّا كان، أو حتى الإقامة في خيم فوق الأنقاض، على الرغم من ضنك الحياة وصعوبته مع انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشفة، وصعوبة التنقّل، وغياب العديد من مقوّمات الحياة، فضلاً عن أزمات التعليم والطبابة والاستشفاء، مُفشِلاً أحد أبرز مخطّطات الاحتلال بإيجاد أرض محروقة في الجنوب خالية من أهلها.

تشاهد بأم العين القصور والفيلات والمباني المميّزة التي شيّدها الجنوبيون، ويضعون فيها جنى العمر، وكلّهم تصميم على الثبات والصمود لأنّهما من أهم عوامل إفشال مخطّطات الاحتلال الذي جرَّ ذيول الخيبة والانكسار، وأُصيب بعقدة الهزيمة، فاضطر للاندحار من كل الأراضي اللبنانية المحتلة بفعل ضربات المقاومة، وإنْ ترك "مسمار جحا" باستمرار احتلاله لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر.

ولم يكن الاندحار الإسرائيلي عن الجنوب، إلا للهروب من هول الخسائر التي كان يُمنى بها جيش الاحتلال، وهو ما عُبِّر عنه منذ أيام إيهود باراك، الذي كان يترأس الحكومة الصهيونية - آنذاك - بالقول: "إنّه قرار قطع المأساة التي استمرّت 18 عاماً وكلّفتنا أكثر من 1000 جندي قتيل، حيث الجنود يُقتلون في لبنان بسبب أمر لا طائل منه، فنحن لا ندافع عن المستوطنات من الصواريخ".

وهذا يؤكد أنّ الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني كان من أجل تحقيق جملة من الأهداف منذ نكبة فلسطين في العام 1948، ولم يكن بحاجة إلى ذرائع لتنفيذ اعتداءاته المتكرّرة، حيث التزم لبنان بعدم المشاركة في الحروب ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفقاً لاتفاقية الهدنة الموقّعة بتاريخ 23 آذار 1949، وعلى الرغم من ذلك إلا أنّ الاحتلال أقدم بين ذلك العام والعام 1964 - أي قبل انطلاق الثورة الفلسطينية، ومن ثم المقاومة اللبنانية المسلّحة، ومع وجود القوى الشرعية اللبنانية - على اختراق الحدود اللبنانية 90 مرّة، وقتل وجرح العشرات، وخطف 82 شخصاً، ومارس اعتداءات بحق السكان والممتلكات والمحاصيل الزراعية، ولم تجدِ نفعاً 22 شكوى أو رسالة احتجاج تقدّم بها لبنان إلى "لجنة المراقبة".

لقد جاء تحرير الجنوب ثمرة نضال متواصل انطلق على مدى سنوات عدّة مع الثورة الفلسطينية، التي سجّلت أول انتصار على العدو الصهيوني في معركة الكرامة (21 آذار 1968) في الأردن، ومنها انطلقت لاحقاً الأحزاب والتنظيمات المقاومة، بما في ذلك في لبنان، فأثمر العمل المقاوم لـ "المقاومة الإسلامية" و"جبهة المقاومة الوطنية" والعديد من الأحزاب والقوى والمقاومين، تحقيق الانتصارات المتتالية بمنع الاحتلال من تنفيذ مشاريعه بالدخول على خط احداث الفتنة في لبنان، التي وقعت في العام 1975، حيث كانت البداية مع إعلان "ميليشيا العميل سعد حداد" في العام 1976 قبل أنْ يُطلق عليها لاحقاً "جيش لبنان الجنوبي" (17 أيار 1980) ومن ثم "ميليشيا جيش لبنان الجنوبي" بعدما تسلّم العميل أنطوان لحد مسؤوليتها في العام 1984.

نضال شارك فيه الجميع، مقاومة وصموداً ودعماً واحتضاناً، فسقط شهداء وجرحى وأسرى ومعتقلون، مع نزوح وتهجير قسري إلى أنْ أثمر نصراً في 25 أيار 2000، بعدما سبقه اندحار عن مناطق احتلّها العدو في غزوة حزيران 1988.

وبعد الاندحار الإسرائيلي بقي العدو يمارس اعتداءاته وعدوانه، سواء بما خلّفه من ألغام مزروعة وقنابل عنقودية حصدت عشرات الشهداء والجرحى المدنيين، ومواصلة الخروقات البرية والجوية والبحرية.

واستطاع لبنان تحرير أراضٍ من الاحتلال الإسرائيلي خلال ترسيم الخط الأزرق، فضلاً عن إبطال مفعول "الاحتلال المدفون" في الألغام التي خلّفها الاحتلال.

ويسيطر على طول الشريط الشائك بين لبنان وفلسطين المحتلة هدوء حذر، اقتصر على أحداث جرت معالجتها ضمن اللجنة الثلاثية التي تلتقي بشكل غير مباشر في الناقورة عبر الوسيط قوّات "اليونيفل".

بين التحرير واليوم

ويمكن تسجيل أبرز المحطّات ما بين التحرير في العام 2000 واليوم والتي تتمحور حول:

- فرار أكثر من 6 آلاف من عملاء الاحتلال مع عائلاتهم إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، رجع منهم كُثُر على دفعات، فعادت النساء والأولاد إلى بلداتهم، وتسلّمت الأجهزة الأمنية الرجال، الذين خضعوا إلى محاكمات، كانت أحكامها مخفّضة، كما مَنْ بقي من العملاء ولم يغادر.

- تنفيذ المقاومة عملية في شبعا (7 تشرين الأول 2000) نجحت خلالها بخطف 3 جنود للاحتلال هم: آدي أفيتام، بيني أفراهام وعمر سويد، تبيّن أنّهم قُتِلوا خلالها، ثم أعلن الحزب عن أسر ضابط متقاعد في جيش الاحتلال يدعى إلحنان تننباوم (15 تشرين الأول 2000)، وجرت بتاريخ 29 كانون الثاني 2004 صفقة تبادل ما بين "حزب الله" وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بوساطة ألمانية، بإطلاق سراح الضابط الإسرائيلي وتسليم جثث الجنود الثلاثة، مقابل الإفراج عن 462 أسيراً بينهم 24 أسيراً لبنانياً، كان في طليعتهم القيادي في "حزب الله" الشيخ عبد الكريم عبيد (اختطفه الاحتلال في العام 1989)، ومصطفى ديراني (اختطفه الاحتلال في العام 1994)، و6 أسرى من العرب، كما أُفرِجَ خلالها عن المواطن الألماني ستيفان مارك، الذي اتهمته سلطات الاحتلال بالانتماء إلى "حزب الله"، وجثث 59 مواطناً لبنانياً، والكشف عن مصير 24 مفقوداً لبنانياً، وتسليم خرائط الألغام في جنوب لبنان والبقاع الغربي.

- بتاريخ 12 تموز 2006: تمكّنت قوّة تابعة لـ "حزب الله" من تنفيذ عملية أطلقت عليها "الوعد الصادق"، تمّت خلالها مهاجمة دورية عسكرية إسرائيلية، أسفرت عن قتل وجرح العديد من الجنود الإسرائيليين، وأُسِرَ خلالها جنديان، هما: إيهود غولدفاسير وإلداد ريجيف، فاتخذها الاحتلال ذريعة لشن عدوانه على لبنان، الذين تبيّن لاحقاً أنّه كان يُعدُّ له منذ مدة طويلة، وجرت بتاريخ 16-17 تموز 2005 صفقة التبادل حين تبيّن أنّهما قُتِلا، وأُطلق بموجبها سراح عميد الأسرى العرب اللبناني سمير القنطار و3 أسرى لبنانيين آخرين، كانوا قد اعتُقِلوا في حرب تموز 2006، كما تمّت إعادة المئات من رفات الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين، إضافة إلى إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، مقابل إستعادة الكيان الإسرائيلي لرفاتي الجنديين الأسيرين اللذين تبيّن أنّهما جثّتان.

إثر هذا العدوان الذي شنّه الاحتلال وأطلق عليه إسم "عاصفة الثأر" قبل أنْ يغيّر الإسم إلى "الثمن الباهظ"، فيما أطلقت المقاومة عليه "الوعد الصادق" واستمر 33 يوماً، أوقفت في ختامه العمليات الحربية (14 آب 2006) وفقاً للقرار رقم 1701 الصادر عن "مجلس الأمن الدولي"، حيث انتشرت وحدات معزّزة من قوّات الطوارئ الدولية، التي وصل عديدها إلى 14 ألفاً بين ضابط وعنصر من 34 دولة، مع انتشار الجيش اللبناني الذي عاد إلى المنطقة الحدودية.

ومع وقف القصف الحربي الإسرائيلي كان الجنوبيون يعودون سريعاً إلى أرضهم وممتلكاتهم التي هُجّروا منها، فيعمدون إلى إعمار ما هدّمه الاحتلال بمبادرات من دول عربية وأجنبية صديقة، كانت في طليعتها الحصة الأكبر من تقديمات المملكة العربية السعودية، كما عملت فرق "مجلس الجنوب" برئاسة الدكتور قبلان قبلان - على الرغم من ضآلة الإمكانيات المادية المخصّصة للمجلس، على إزالة آثار العدوان وبلسمة الجراح بالتعاون مع عدد من المؤسّسات الرسمية والأهلية.

إذا كان الجنوب قد قدّم الدماء الغالية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي على مدى سنوات طويلة، فهناك آثار أخرى تركها الاحتلال سواء من خلال آلة الموت المتنقّل أو العملاء، ممَّن لحقوا به أو مَنْ بقي أو جُنِّدَ لاحقاً وزوّد العدو بـ "بنك معلومات"، قبل أنْ تنجح الأجهزة الأمنية الرسمية والوطنية بتوقيف أكثر من 140 شبكة تجسّس، صدرت بحق العديد من أفرادها أحكام فضائية ومنها بالإعدام، دون أنْ يتم تنفيذها.

محاكاة الحرب المقبلة

لقد بقيت صدمة هزيمة الاحتلال سيفاً مسلطاً على مسؤوليه وجيشه، حيث يقوم بتنفيذ مناورات بشكل مستمر تحاكي واقع البلدات الجنوبية، والتي كان من ضمنها استخدام عيّنة عن بلدة الخيام كنموذج لحرب مقبلة يتم خلالها تدمير كل المباني والمنشآت المُقامة فيها من مساجد ومستشفيات ومدارس ومبانٍ سكنية على مَنْ يقطنها من مدنيين، وذلك بعدما كان سهل الخيام شاهداً على مقبرة دبابات الـ "ميركافا" الإسرائيلية، التي جرى تدميرها خلال عدوان تموز 2006، حيث تم تدمير أكثر من 35 دبابة بصواريخ متطوّرة وموجّهة، ما أوقف الدخول البري للاحتلال، لأنّه خشي على جنوده، وفق ما كشفه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس.

وتتحدّث تقارير إسرائيلية عن أنّ "حزب الله" يتزوّد بصواريخ بعيدة المدى حصل عليها من سوريا وإيران لبناء أكبر ترسانة صواريخ في المنطقة، وليس بالضرورة أنْ تكون متواجدة في منطقة الجنوب بل في أكثر من منطقة.

ولكن إذا أصبحت المقاومة أقوى وأفعل فإنّ ما تغيّر هو الخلاف اللبناني بشأن سلاحها، خاصة أنّ طاولة الحوار لم تتمكّن من معالجة هذا الموضوع، فتم إرجاء بحث الاستراتيجية الدفاعية، وبقي الانقسام اللبناني حول جدوى هذا السلاح ومهمّته ودوره.

وبعد عدوان تموز 2006 لم تُسجّل اشتباكات على مستوى كبير، فسُجِّلَتْ عدّة مناوشات بين الجيش اللبناني وقوّات الاحتلال الإسرائيلي، ولدى استهداف قوّات الاحتلال تفجير جهاز تجسّس في منطقة النبي ساري في عدلون - قضاء صيدا، ما أدّى إلى استشهاد الخبير العسكري في "حزب الله" حسين علي حيدر وجرح آخر (5 أيلول 2014)، كان رد الحزب بتفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية إسرائيلية في مزارع شبعا، ما أدّى إلى جرح جنديين إسرائيليين (7 تشرين الأول 2014).

وأيضاً عندما استهدف الاحتلال الإسرائيلي موكباً للحزب في بلدة القنيطرة السورية (18 كانون الثاني 2015)، ما أدّى إلى استشهاد الضابط الإيراني محمد علي الله دادي، و6 من كوادر وعناصر الحزب، هم: محمد أحمد عيسى "أبو عيسى"، جهاد عماد مغنية "جواد"، عباس إبراهيم حجازي "السيد عباس"، محمد علي حسن أبو الحسن "كاظم"، غازي علي ضاوي "دانيال" وعلي حسن إبراهيم "إيهاب"، كان رد الحزب على هذه الغارة بتنفيذ عملية داخل مزارع شبعا المحتلة، في منطقة فشكول عند الطرف الجنوبي الغربي للمزارع (28 كانون الثاني 2015) وهو ما أدّى إلى سقوط قتلى في صفوف الاحتلال، بينهم ضابط كبير هو قائد سرية في لواء "غفعاتي".

ورد المقاومة باختيار مزارع شبعا المحتلة لتنفيذ هذه العمليات لأنّها لا تشكّل خرقاً للقرار الدولي 1701، علماً بأنّ قوّات الاحتلال الإسرائيلي تخرق القرار برّاً وبحراً وجوّاً.

ما بين التحرير واليوم يتحضّر جيش الاحتلال للحرب المقبلة، والتي تتطوّر الأساليب فيها، حيث يواصل تنفيذ مناورات بشكل مستمر، بما في ذلك الخشية من وقوع حرب تكون منطقة الجليل الفلسطيني المحتل جزءاً منها، بدخول مقاتلين إليها، فضلاً عن احتمالات سقوط صواريخ على مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستهدفةً مراكز حيوية واستراتيجية.

وتكشف دراسات وتقارير عن أنّ المقاومة في لبنان أصبحت أقوى عمّا كانت عليه سابقاً، بعدما طوّرت وسائلها القتالية، لتتعدّى المجال البري إلى الجوي عبر طائرات استطلاع من دون طيّار، والبحري عبر أسلحة متطوّرة، فضلاً عن الاستخباراتي، الذي نجح باختراق الجيش الإسرائيلي، الذي أوقف العديد من المتعاونين مع المقاومة في لبنان أو فلسطين، على الرغم تمكّنه من استهداف عدد من قياديي "حزب الله" في لبنان وفي طليعتهم عماد مغنية في دمشق (12 شباط 2008)، حسان اللقيس في بيروت (3 كانون الأول 2013)، واكتُشِفَ داخل الحزب عدد من العملاء أبرزهم محمد شوربة الذي أوقف في (تشرين الأول 2014).

وتؤكد التقارير أنّ "حزب الله" استفاد في ترسانته من الأسلحة السورية والإيرانية، وأيضاً من الصناعة الروسية والصينية التي يمكنه الحصول عليها من خلال عدّة وسائل، فضلاً عن الاعتماد على التصنيع وتطوير الأسلحة المتوافرة.