اعتبر رئيس ​الجامعة الانطونية​ الأب جرمانوس جرمانوس ان "أبرز تحديات القرن الواحد والعشرين تكمن في الانتقال من حال الفوضى الى الحوكمة الجيدة ومن الفساد الى الشفافية ومن الجمود الى الابتكار والتمّكن من الجمع ما بين هذه المفاهيم الثلاثة ووضعها في خدمة التنمية المستدامة".

وخلال افتتاح كليّة ادارة الأعمال في الجامعة الأنطونيّة مؤتمرها السنوي بعنوان "الشفافية والحوكمة والابتكار: الفرص/ أو المخاطر نحو التنمية المستدامة"، حيا جرمانوس كليّة ادارة الأعمال على مبادرتها الشجاعة في مقاربتها مسألة الفساد.

بدوره، تحدّث عميد كليّة ادارة الأعمال ونائب رئيس الجامعة للجودة والاعتماد جورج نعمة عن أهداف المؤتمر الذّي يندرج من ضمن رسالة الجامعة الأنطونيّة وخطتها الاستراتيجية التي تقضي في بناء مواطنين صالحين ومسؤولين يتمتعون بكفاءات عالية ويخدمون مجتمعهم ويساهمون في تطويره، معتبرا ان "اليوم وأكثر من أي وقت مضى، نشعر بالحاجة الضرورية لاجراء اصلاح هيكلي يهدف الى انقاذ اقتصادنا وقطاعاتنا الانتاجية والخدماتية ولكن أيضا الى اصلاح ضريبيّ واداريّ لقطاعنا العام ولوزاراتنا واداراتنا العامة وبلدياتنا والى كلّ ما يمس براحة شعبنا"، داعيا الى عدم اهدار المزيد من الفرص والى البدء في محاربة الفساد الذّي بات "ينهش مؤسساتنا ويلوّث ثقافتنا ويهدّد وجودنا ومعيشتنا".

من جهته، توقف ممثّل برنامج الأمم المتحدة للتنمية ادغار شهاب عند الظروف الصعبة التي يمّر بها لبنان والمنطقة، مؤكدا على "وقوف الأمم المتحدة الى جانب لبنان بغية تخفيف أعباء الأزمة السورية وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية عليه ومساعدته على جبه التحديات"، معتبرا أن "الفرص لا تزال متاحة أمام لبنان رغم اتساع رقعة الفساد فيه وتدهور ترتيبه خلال السنوات المنصرمة".

من جانبه اشار مدير عام وزارة التربية أحمد الجمال الى الأبعاد الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئية للتنمية المستدامة، فتطرّق الى الدور المحوري للمعرفة في توفير شروط التنمية ومواردها علما أن استدامة هذه الأخيرة تكمن أساسا، في سياسات التعليم وفي مؤسسات التعليم العالي التي تؤمن توطين العلوم والتقنيات الحديثة وتؤمن شروط التميّز في مجال اعداد الخبرات وامتلاك المعارف، لافتا الى اهميّة تعزيز المنظومة التعليميّة في كل مراحلها ومستوياتها، وتعزيز مواردها البشرية والمادية وأطرها التنظيمية والفكريّة والاجتماعيّة تحقيقا للتنمية الشاملة المتكاملة، مشيراً الى الدور الأساسي لمؤسسات التعليم العالي، بمكوناتها الأكاديمية والبحثية، في توفير الموارد البشرية الكفؤة والخبرات والمؤهلات العالية وبالتالي تغطية أبعاد التنمية المستدامة.