كشفت مصادر مطلعة لـ"الديار" عن رسائل عديدة وصلت إلى جهات لبنانية، بعد التصعيد الذي حصل بين تيار المستقبل وحزب الله حول المعركة المفترضة في بلدة عرسال وجرودها، والانقسام بينهما حول الاستراتيجية الواجب إعتمادها في مواجهة المخاطر، مفادها أن لبنان سيدفع ثمن أي انجرار نحو المجهول غالياً، وأن المطلوب عدم الذهاب بعيداً في الصراع الداخلي بل إبقاء الأوضاع على ما هي عليه اليوم، وعدم تعريض الحوار القائم بين الفريقين لأي إهتزاز حتى لو إستمر التصعيد في المواقف الإعلامية".

وأشارت هذه المصادر إلى أن "بعض هذه الرسائل، الغربية والعربية، تشدد على أن المعركة في جرود عرسال ليست أمراً محسوماً، بل على العكس من ذلك البحث عن مخارج سياسية لها من خلال الإتصال ببعض الجهات الإقليمية الفاعلة، تركيا وقطر والسعودية، لا يزال ممكناً، وفي حال قررت الجماعات المسلحة الذهاب إلى المواجهة، من خلال القيام بأي خطوة باتجاه بلدة عرسال، سيكون الجيش اللبناني جاهزاً للتصدي لها، في ظل التحضيرات والتجيهزات التي قام بها على مدى الأشهر الطويلة السابقة التي تلت معركة عرسال الأولى، والدعم الدولي الذي سيكون متوفراً له".

وكشفت المصادر نفسها عن تأكيد جهات معنية "أن لا مانع غربياً من مساعدة حزب الله المؤسسة العسكرية في حال دعت الحاجة، بشرط أن لا يكون هو في الواجهة، نظراً إلى أن هذا الأمر من الممكن أن يستخدم في سياق المعركة الهادفة إلى التحريض على الحزب"، لافتة إلى ان "المشكلة الأساسية ليست فقط بالإعتراف بخطر هذه الجماعات، بل برفض البعض تسجيل الحزب إنتصاراً معنوياً من خلال القضاء عليها، لا سيما أن هذا الأمر سيثبت مرة جديدة فعالية معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تقلق قوى الرابع عشر من آذار".

إلى جانب ذلك، أكدت هذه المصادر أن "المخاطر الأمنية اللبنانية لا تقتصر على الأوضاع على الحدود مع سوريا، بل تشمل إحتمال توتر الأوضاع في أكثر من منطقة، لا سيما في مخيم عين الحلوة الذي يشهد توتراً بين سرايا المقاومة والتنظيمات المتطرفة منذ مدة، وتدعو إلى التنبه إلى هذا الأمر جيداً لأن تداعياته ستكون كبيرة جداً".