أعربت مصادر سياسية وسطية لصحيفة "الحياة" عن خشيتها من "تأثر الاستقرار الحكومي في لبنان سلباً في ضوء التطورات الإقليمية الأخيرة من اليمن إلى سورية والعراق"، معتبرة أن التصعيد الذي نشهده في الداخل وحول قضايا تبدو محلية هو صدى لأوضاع إقليمية مستجدة، يجب التنبه ما إذا كانت ستضحي بالحد الأدنى من التهدئة لمصلحة الصراع على النفوذ في المنطقة".

وتستدل المصادر الوسطية من تصعيد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله لهجته حيال موضوع بلدة عرسال وإلحاحه على أن يشترك الجيش اللبناني في المعركة ضد المسلحين السوريين في محيطها وجرودها، ومن الخلاف على التعيينات أو التمديد في المناصب القيادية العسكرية، لطرح السؤال عما إذا كان الحزب يهيئ لقلب الطاولة بالتحالف مع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، بحيث تطرح على بساط البحث شرعية السلطة في لبنان في ظل الشغور الرئاسي، رداً على الهجوم المضاد الذي يقوم به خصومه من اليمن إلى سوريا، مروراً بالعراق.

وتلاحظ المصادر الوسطية أن "الحزب منصرف إلى الهم الإقليمي ويتضامن مع عون الذي يركز على الهم الداخلي لأن الأخير يتضامن مع الحزب في ما يخص سياسته في الإقليم"، مضيفة "أن حاجة الحزب إلى بقاء الحكومة وعدم الوصول إلى الفراغ الكامل تنطلق من هذا الهم الإقليمي الآن، على رغم أنه أعطى تبريرات لبنانية للمعارك التي يخوضها في القلمون ضد التكفيريين، ولما ينويه في عرسال، خصوصاً أن دوره في الحرب في سوريا دخل مرحلة جديدة توجب تأمين الحدود في منطقة البقاع الشمالي وفق حاجات الحرب التي يخوضها هناك".