لفتت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، الى إن "التحالف المعادي لتنظيم داعش المؤلف من 60 دولة الذي يشيد به الرئيس الاميركي باراك أوباما كثيراً لم يحرك ساكناً عندما سقطت مدينة الرمادي ولاذت قوات الجيش العراقي بالفرار".

واضافت:"وبدلاً من ذلك، سارع وزير الدفاع الإيراني بالتوجه إلى العاصمة العراقية بغداد في استعراض واضح للنفوذ الإيراني في العراق، في حين أصبحت الحملة الجوية الأميركية عديمة الجدوى وتوشك الإستراتيجية الأميركية المزعومة لمحاربة داعش على الانهيار، وقد ازداد الأمر سوءاً عندما قاطع بعض قادة دول الخليج قمة كامب ديفيد الفاشلة التي دعا إليها الرئيس أوباما، وقال رئيس الاستخبارات السعودية السابق في رثاء للعلاقة بين البلدين: "كنا أفضل صديق للولايات المتحدة في العالم العربي لمدة 50 عاماً".

ورأت أن كل ذلك يثبت مدى تدهور مكانة الولايات المتحدة في الوقت الراهن بعد 6 سنوات من بدء إستراتيجية أوباما الحازمة للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط. واضافت:"مع ذلك، لا يتعلق السؤال الذي يُطرح باستمرار على مرشحي الرئاسة الأميركية لعام 2016 بهذه المسألة وإنما بافتراض ذي أثر رجعي: هل كنت لتغزو العراق عام 2003 إذا كنت تعلم حينها ما نعلمه الآن؟"، موضحة أن هذا السؤال يتعلق بفرضية مستحيلة ويناقض نفسه، فلن يكون هناك وجود لمثل هذا السؤال إذا كانت الولايات المتحدة حينها على دراية بأن العراق لا يملك أي أسلحة دمار شامل. واشارت الى ان السؤال يرجع أصل وأسباب الكوارث الحالية إلى ما حدث عام 2003، كما لو أن المسؤول عن انهيار السياسة الأميركية الإقليمية الحالية هو جورج دبليو بوش، ولكن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة انتصرت في الحرب خلال نهاية ولاية بوش، فقد ترك بوش انتصاراً حقيقاً لأوباما حتى وإن كان باهظاً، ولكن أوباما شرع في تبديد ذلك الانتصار بالكامل عندما اختار إنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق مع اقتراب انتخابات عام 2012.

ولفتت الى إن الولايات المتحدة لم تسحب قواتها فحسب، ولكنها تخلت عن ودمرت وسلمت معداتها ومخازنها ومنشآتها وقواعدها العسكرية، وتنازلت عن أهم أصولها الإستراتيجية، مثل السيطرة على المجال الجوي العراقي الذي تحول لاحقاً إلى ممر لا غنى عنه بالنسبة لإيران لتسليح ودعم نظام بشار الأسد في سوريا وترسيخ نفوذها في المنطقة، وتخلت الولايات المتحدة أيضاً عن الشبكة الاستخباراتية الضخمة التي شيدتها بشق الأنفس في محافظة الأنبار، وهو ما يقوض العمليات الحالية هناك وساهم في سقوط الرمادي.