في القمة الروحية المسيحية - الإسلامية الأخيرة التي عقدت في نهاية آذار الفائت في بكركي وشارك فيها رؤساء الطوائف وممثلوهم، صدرت توصيات، الجديد فيها "مأسسة القمة الروحية وجعل اجتماعاتها العادية فصلية". وفي اليوم التالي أيضاً أعلن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عن الاتفاق على "أن تقوم من القمة الروحية مؤسسة بكل معنى الكلمة، ولا تكون اجتماعات القمة عندما نريد، أو لا تكون عندما لا نريد. القمة يجب أن تتحول مؤسسة للطوائف الجامعة الحريصة على وحدة لبنان، والحريصة على العيش الواحد بين اللبنانيين، هكذا نريد، كل رؤساء الطوائف قلبهم مع كل لبنان، مع كل اللبنانيين، مع قضايا اللبنانيين وحل أزماتهم، وهذا الأمر لا يتم الا بـ"مؤسسة القمة الروحية".

ماذا يعني مصطلح مأسسة القمة الروحية، خصوصاً في ظل وجود "اللجنة الوطنية المسيحية – الإسلامية للحوار"؟ وأين أصبح هذا الطرح؟ الى الآن تمّ الاتفاق على أن تكون اجتماعات القمة الروحية دورية، أي مرة كل ثلاثة اشهر، أو كلما دعت الحاجة. وهذا شكل من المأسسة، وفق مصادر معنية بهذه الفكرة. كما تعتبر اللجنة الوطنية للحوار الأداة التنفيذية للقمة الروحية. فالفكرة طرحت في القمة وصدرت في التوصيات، لكن الى الآن لا تصور فعلياً بعد للموضوع. "وهي أساساً طرحت عن حسن نية ورغبة في التنظيم وتسهيل الأمور أكثر، علماً ان التوافق قائم وكذلك التنسيق"، وفق المصادر عينها.

الأمينان العامان للجنة الوطنية للحوار حارس شهاب ومحمد السماك يلتقيان باستمرار، والاسبوع الفائت تطرقا الى هذا الموضوع، وارتأيا انه في حاجة الى وقت والفكرة مطروحة وهي قيد البحث واستمزاج آراء الافرقاء المعنيين لبلورة ترجمة واضحة في شأنه، كما ان آلية العمل اصلاً موجودة من خلال

اللجنة.

ولا يستبعد المعنيون ان ينكبّوا على موضوع المأسسة في الأيام المقبلة، علماً ان الحوادث التي يمرّ بها البلد لا تترك وقتاً للتفكير في هكذا قضايا، "اذ ان المأسسة في حاجة الى طرح أمور عدة، منها مثلاً التصويت أو كيفية اتخاذ القرارات، فكل ما يحصل الآن بالتوافق ومن المفضل المحافظة على هذا التوافق".

يكتفي الأمين العام لـ"اللجنة الوطنية المسيحية - الإسلامية للحوار" حارس شهاب بالقول لـ"النهار" انه لا يملك شيئاً ليقوله في هذا الصدد. "لا شك في أن الأمور تسير في شكل جيد الى اليوم وهي مستمرة كذلك، لكن شخصياً لا أملك أي تصوّر عن التفاصيل التي يقصد بها بكلمة مأسسة، ونحن نتدارسها بين بعضنا في اللجنة بجدية لنرى ما اذا كان في امكاننا بلورة أي شيء في هذا الاطار، ثم نرفعه الى رؤساء الطوائف الذين هم يقررون في النهاية".

اذاً، الموضوع قيد البحث ولا تصوّر جديداً بعد الى اليوم.