أكد الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي في كلمة له في الصرح البطريركي خلال رعايته حفل تسليم الافادات للمحامين الذين تابعوا دورة اعدادية في اصول المحاكمات والمرافعة والمدافعة امام المحاكم الروحية المارونية، "أنني سأختصر كلمتي بثلاث كلمات، فعل ايمان وشكر وتهنئة".

وأوضح الراعي ان "فعل الايمان بما هو مبدأ اساسي نجتمع كلنا حوله وهو ان هناك مبدأ قانونيا اساسيا قديما يقول، حيث اثنان هناك القانون والعدالة، اني اخالكم مجروحين جرحا بليغا في رؤية ما يجري في لبنان وان القانون في لبنان يخالف والشاطر الذي يخالف القانون، وان العدالة منقوصة وان الانصاف غائب، واول المجروحين في هذا الواقع هم رجال القانون والقضاء، وانتم تعلمون ايضا ان عمل القضاء او الحكم في نزاع ما، هو قول القانون الذي هو بمثابة الوعاء لكل المبادىء"، مشيراً الى "انكم كلكم مجروحون ونحن ايضا وعبرتم من خلال الكلمات التي سمعناها كانت هناك صرخة رفض لهذا الانتهاك المثلث للقانون والعدالة والانسان".

ولفت الى أن "خلال زيارتنا الى جنيف، دخلنا الى قاعة تسمى قاعة حقوق الانسان، فقال لي احدهم نحن نخجل من الدخول الى هذه القاعة لاننا هنا نصوغ كل ما يختص، لها قوانين تحمي حقوق الانسان وخارج هذا الباب تنتهك كلها، وفي لبنان اليوم هناك واقع الخلافات ونقض لكافة هذه الثوابت الاساسية بدءا من الدستور وصولا الى الاعراف والقوانين والميثاق الوطني، الى الصيغة التجسدية لهذا الميثاق، واصبحنا نخجل ولكننا نؤمن بهذا الوطن ونثابر عليه، ونطالب معكم كل يوم ونوجه الصرخة كل يوم وصرختكم اليوم هي عظيمة، ويليق ببكركي ان تخرج منها هذه الصرخة، ولا يمكن ان يعيش الوطن بكرامة ولا مواطن محترما دون قانون وعدالة وانصاف"، مشدداً على "اننا ندعمكم في عملكم القانوني الذي لا تشوهه السياسة ونعمل مناضلين معكم لتحرير رجال القانون، قضاة ومحامين من اي تأثير سياسي، فإذا سيس القانون والعدالة فقدنا كل شيء".

ورأى الراعي "اننا نعيش مأساة بسبب الممارسة السياسية، انتم وصفتوها بالكلمات ولن نرددها واننا نعتبر ان هذا شأنا عابرا، المهم حماية القضاء والقانون وحرية القضاء واستقلاليته وحرية المحامي والقاضي، وهذه كلها ضمانة للبنان وغير ذلك نفقد كل شيء. فالسياسة تعبر وتباع وتشترى، اما القانون فلا يباع ويشترى"، معتبراً ان "هذا هو فعل ايماننا الكبير لاننا نؤمن بلبنان عمره 95 سنة وبعد 5 سنوات سنحتفل بالمئوية الاولى لاعلان لبنان الكبير، ونحن معكم نعمل من اجل اعداد جيل جديد للاحتفال بهذه المئوية الاولى".

وأعرب عن شعوره "بجرح عميق عندما اسمع سياسيين يقولون، اي لبنان نريد، وهذا لا يسأل للبنان عمره 95 سنة، انا اقول عليك ايها السياسي ان تؤمن بلبنان وتحبه وان تعمل من اجله لا من اجل نفسك"، مشدداً على أن "لبنان واضح بدستوره ورسالته وتقاليده واحتل مكانة عالمية من المجتمع العربي والدولي، لذلك نحن مدعوون للمحافظة عليه".