رأت أوساط "الديار" ان "لبنان على أعتاب مؤتمر تاسيسي بدأت تباشيره واضحة بالظهور عبر التصاريح عن الفيدراليات المنتظرة، عبارات باتت مألوفة على الأذن اللبنانية ولم تعد تشكل أي نشاذ في مفهومه الوطني"، مؤكدة ان "الرئيس العتيد المنتظر لا علاقة له بالشروط الموضوعة في ورقة النيات بين التيار الوطني والقوات. كما أن لا علاقة له بلقاء الموارنة الأقوياء في الصرح البطريركيّ. بل سيسارع النواب - حين تأتي الساعة - إلى إنتخاب رئيس لا لون سياسي له. محايد وسطي. لا علاقة له بالتمثيل الشعبي أو الجماهيري. وإلى المشككين من صحة هذه التوقعات عليهم العودة إلى لقاء البطريرك الماروني مع الرئيس الفرنسي في الايليزيه حيث فوجئ الراعي بصراحة هولاند حين قال: من أين جئتم بالرئيس القوي.. ففي لبنان لا أحزاب تحكم. بل تتم الأمور بالتوافق. هذا الكلام حمله الراعي إلى بيروت وايقن أن الرئيس الوسطي هو الرجاء المنتظر للخروج من الفراغ الرئاسي".

وأكدت الأوساط المطلعة صحة الحوار في الايليزيه، معتبرة أن "اختيار قائد الجيش السابق ميشال سليمان رئيساً للجمهورية تم قبل ستة أشهر من نزول النواب إلى ساحة النجمة لانتخابه رئيساً. هذه الوقائع ادركها جيداً البطريرك الراعي وبات على يقين بأن على اللبنانيين أن ينتخبوا رئيسهم قبل أن يختار المجتمع الدولي لهم رئيسا"، موضحة ان "الرئيس الوسطي سوف يبدأ عهده بورشة التحضيرات للنظام الجديد الذي سيحاكي التغييرات الجغرافية المستحدثة في الدول المجاورة. بحيث أن ما حصل في العراق مثلاً من تقسيم على الأرض بين الأكراد والشيعة والسنة. لا يمكن أن لا تتأثر به الصيغة اللبنانية خصوصاً أن مقبل الأيام في سوريا يشير بتقسيم مشابه من خلال حروب تدار بعناية فائقة ترسم الحدود للمذاهب والأقليات بطريقة خبراء المساحة في الدوائر العقارية".