رجّح السفير اللبناني السابق في واشنطن ​رياض طبارة​ أن يتم تأجيل توقيع الاتفاق النووي مع ايران لأسابيع أو اشهر باعتبار ان الخلافات لا تزال كبيرة وجذرية، متوقعا ان يكون هناك اعلان رسمي وقريب عن مدة التأجيل خاصة وأن الكونغرس يقف بالمرصاد وهو لن يقبل باتفاق غير مكتمل الملامح.

وشرح طبارة لـ"النشرة" أنّه سيكون هناك 3 مراحل مقبلة، الأولى يتم خلالها التوصل لانفاق مبدئي، على ان يتم في المرحلة الثانية التأكد منه ووضعه في اطاره النهائي على ان تشمل المرحلة الثالثة عملية التوقيع، لافتا الى ان هذه العملية قد تستغرق ما بين 4 و 5 أشهر.

الوقت ليس لمصلحة الاتفاق

ورأى طبارة ان الأمور لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات ولا شيء نهائي، خاصة وأن اكثر من ملف لا يزال عالقا على طاولة المفاوضات، وأبرز هذه الملفات قضية تفتيش المراكز العسكرية لايران وما اذا كانت طهران ستسمح بسؤال الخبراء الايرانيين عن ماضي ومستقبل مهامهم خاصة وأن واشنطن تصر على عدم اقتصار الاتفاق على موافقة ايران على التفتيش بل على معرفة تاريخ العمل الايراني بالمجال النووي العسكري لمحاولة تبيان المرحلة التي وصلت اليها طهران على هذا المستوى.

ولفت طبارة الى ان هناك قضية أخرى عالقة تتعلق بجدولة رفع العقوبات والسرعة التي ستتم بها باعتبار أن رفعها دفعة واحدة أمر مستبعد، اضافة الى ان النقاش الحاصل اليوم هو حول شروط الرفع وما اذا كان سيتم الفصل بين العقوبات التي فرضت لدعم ايران منظمات تعتبرها أميركا ارهابية وتلك التي فرضتها على خلفية برنامجها النووي، معتبرا أن الفصل أيضا مستبعد.

ولفت طبارة الى انّه حتى ولو تم توقيع الاتفاق خلال 5 أشهر فذلك سيليه احالته الى الكونغرس الذي يحتاج لمدة شهر لاعطاء رأيه به، علما ان الكونغرس سيدخل اصلا في عطلة ما يعني ان الامور ستتأخر. وقال: "اما اذا رفض الكونغرس الاتفاق فعندها سيكون على اوباما تمريره بفيتو وذلك ايضا سيستلزم وقتا، مع الاشارة الى اننا بذلك نكون اقتربنا من ​الانتخابات الرئاسية​ الاميركية". وشدّد على أنّ "الوقت ليس لمصلحة الاتفاق لا بل يشكل خطرا عليه".

بين الاتفاق النووي والرئاسة اللبنانية

وتوقع طبارة أن تبقى المنطقة في مرحلة انتظار التوقيع في ستاتيكو، خاصة وأن الاولوية لم تعد مرتبطة كليا بالاتفاق النووي الايراني بل بمحاربة "داعش" الذي توسع ووصل الى اوروبا والاغلب سيصل الى القارة الاميركية. وأوضح أنّ "المشكلة الكبيرة التي نواجهها هي توسع داعش وعدم وجود استراتيجية أميركية باعتراف أوباما للتعامل مع توسع التنظيم المتطرف الذي وصلت اذرعه الى بلدان عربية وأوروبية".

ورأى طبارة انّه واذا أعطى الاتفاق ايران وبسرعة ودفعة واحدة كل أموالها المجمدة في الصين والهند واليابان والتي قد تصل الى 150 مليار دولار، من دون التوصل لحلول لباقي الأزمات فذلك سيكون بمثابة مصيبة كبرى. وأكد أنّ "التوصل لاتفاق بين أميركا وايران سينعكس مباشرة انفراجا على صعيد رئاسة الجمهورية اللبنانية كما على صعيد ملفات سوريا والعراق واليمن والبحرين".