في الذكرى الأولى لقيام ما يسمى بـ «دولة الخلافة» التي أقامها تنظيم «داعش»، بدأت تتكشف أكثر وأكثر جرائم هذا التنظيم الإرهابي بحق مجتمعنا في كل من العراق والشام. وليس أمامنا إلا أن نعمل كمؤرخين وموثقين لهذه الجرائم الكارثية ومنها سك وطباعة عملة خاصة بهذه الدولة في كل من سويسرا وفرنسا وبريطانيا.

فبعد إهانته للكرامة الإنسانية وعرض نساء بلادنا وبيعهن في صور لم تحدث إلا في القرون الوسطى. وبعد جريمة تدميره للتراث وإحراقه للمكتبات النفيسة، ها هي جرائمه تتكشف عن أبشع ما يمكن أن يخترعه العقل البشري، ومنها جريمة قتل البيئة متبعاً بذلك مسالك عدة بدأت بتجريف كثير من البساتين والأحزمة الخضراء ومهاجمة السدود واستخدام مادة الكلور وغيرها من المواد الكيماوية الضارة، التي هددت الثروة الحيوانية والسمكية بالهلاك، وتركت أثراً كبيراً على الأمن الزراعي في بلادنا.

وامتدت جرائم هذا التنظيم الإرهابي لتشمل أضراراً لم تسلم منها حتى الحيوانات، لا سيما الأنواع التي تعد من الثروات التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه.

فقد كشفت لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية في العراق، عن قيام «داعش» بنشر أمراض وبائية تصيب الدواجن ومنها مرض فايروس التهاب القصبات المعدي Infectious bronchitis المعروف باسم IB اختصاراً في مناطق متنوعة من العراق، عن طريق بيض الدجاج المخصص للتفقيس. وهذه الأمراض قاتلة للدواجن بنسبة 100 في المئة وسريعة الانتشار.

و IB مرض فيروسي شديد الوبائية يوجد في صورة حادة ويؤثر على الجهاز التنفسي والجهاز التناسلي، وتظهر على الطيور المصابة متاعب تنفسية وانخفاض في إنتاج البيض.

في هذا السياق، تم الكشف مؤخراً عن معلومات سرية خطيرة يتبعها «داعش» ضد النحل.

فمنذ 8 أشهر يمارس هذا التنظيم أبشع عمليات الإجرام بحق الطبيعة ومنها رش سموم قاتلة تقضي على النحل فقط، وهذه المادة السامة ممنوعة ومحظورة حتى في حقول التجارب العلمية.

والأخطر منه هو التعتيم الإعلامي والضغط على وكالات الأنباء لكي لا تتطرق إلى هذا النوع من المواضيع الحساسة من قبل حكومات المجتمع الأوروبي المخابراتي بامتياز.

ولكن ما هدف قتل النحل؟ وما سر صمت الأميركيين على هذه الجريمة وهم منذ البداية على علم بالموضوع منذ ما قبل التحالف الدولي المزعوم؟

ما هو سر هذا الصمت المخيف، وما الهدف؟

كما يعلم كل متتبع فإن النحل هو عصب الحياة في الطبيعة، والهدف من ملاحقة ملكة النحل وقتلها عبر استخدام نوع من البعوض لا يزيد حجمه عن الملم الواحد ومهمته فقط هو قتل النحل في شكل عام والقضاء على الملكة أولاً في شكل خاص بهدف تصحير بلادنا واستهداف الأخضر فيها.

ومن هنا نطلق صرخة تحذير بيئية لكل من دمشق وبغداد بوضع اليد على هذه المعلومات ومباشرة ملاحقة كل من له يد في ضرب الأمن الزراعي في بلادنا.