بعد جلسة مجلس الوزراء التي عقدت بالأمس لكسر قرار تكتل " التغيير والإصلاح " الرافض لمناقشة أي بند من جدول الأعمال قبل الإنتهاء من بت التعيينات الأمنية وعلى رأسها تعيين قائد جديد للجيش اللبناني، أصبح من الواضح والأكيد أن العماد ميشال عون ذاهب ومن دون أي تردد في إتجاه مناهضة الحكومة، ليس فقط عن طريق مشاكسة وزرائه من الداخل بل في الشارع أيضاً، كل ذلك تحت شعار الدفاع عن وجود المسيحيين وحقوقهم المنتهكة، من التعيينات الى رئاسة الجمهورية وصلاحيات الرئيس التي سلبها منه الطائف، وجاءت حكومة تمام سلام لتكمل على ما تبقى منها.

ولأن المواجهة في الشارع لا يمكن أن تمر برتقالياً من دون العصب الأساس لـ"التيار الوطني الحر"، وصاحب الخبرة الطويلة في هذا المجال، ألا وهو قطاع الطلاب، طلب العماد عون من رئيس مكتب قطاع الشباب في التيار أنطون سعيد أن يحضر وأعضاء لجنته للمرة الأولى الإجتماع الإستثنائي الذي عقده التكتل بعد ظهر أمس، لمواكبة تداعيات جلسة مجلس الوزراء من الرابية وإعلان المواقف الحاسمة مما حصل. خلال الإجتماع، سمع هؤلاء حديثاً واضحاً ومباشراً عن جهوزية تامة يجب أن يتمتعوا بها في هذه المرحلة، للنزول الى الشارع، وبحسب المصادر المتابعة، كانت نبرة "الجنرال" في الداخل أعلى بكثير من تلك التي خرج بها أمام وسائل الإعلام ليحذر أفرقاء الحكومة من الإنفجار. مشاركة قطاع الشباب في إجتماع التكتل، والتعليمات التي أعطيت للمشاركين، فرضا سلسلة إجتماعات طالبية ليلية إستمرت حتى وقت متأخر من الليل، "كل ذلك لأن الجهوزية التامة التي طلبها رئيس التيار لا تكون بكبسة زر وتحتاج الى الكثير من التحضير والتعبئة"، تقول الأوساط المتابعة.

هذه الإجتماعات، أطلقت العنان لحملة شعارات وهاشتاغات على موقعي "فايسبوك" و"تويتر"، منها ما هو جديد ومنها ما يعود الى زمن مواجهة الإحتلال، كشعار " لغير الخالق ما منركع " والقول القديم للجنرال "إن الوجود خارج إطار الحرية هو شكل من أشكال الموت". ولأن الجامعات مقفلة بغالبيتها بسبب عطلة الصيف، تم اللجوء الى مجموعات "الواتساب" للتواصل والتنسيق مع الناشطين والمندوبين والمنسقين.

كل شيء ممكن الحديث عنه مع مسؤولي قطاع الشباب في التيار إلا شكل التحركات وتوقيتها، وهنا تقول المصادر "السرية التامة طلبت من الرابية وعلينا الإلتزام بها، لكن ما يجوز الكشف عنه هو أن اللجوء الى الشارع مرهون بالجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، وبكيفية تعاطي رئيس الحكومة مع الدعوة اليها ومع معالجة بند دعم الصادرات الزراعية بحراً الذي أعترض 4 مكونات في الحكومة على طرحه وعلى رغم ذلك أصرّ سلام على إقراره".

فريق "الأوميغا تيم" الذي إشتهر بتحركاته النوعية ضد المصالح التركية والقطرية في لبنان على خلفية دعم البلدين للتنظيمات الإرهابية ومنها "داعش" و"جبهة النصرة"، لن يكون بعيداً عن هذه التحركات، بل في صلبها، لذلك تكشف المصادر أن كل الإحتمالات مفتوحة بالنسبة الى ما ينوي التيار فعله لمواجهة إقصائه داخل الحكومة. تحركات قد تنطلق من نشاط نوعي لا يحتاج الى أكثر من مئات الأشخاص لإنجازه كما كان يحصل مع فريق "الأوميغا تيم"، ولا تنتهي عند حدود التظاهرة الحاشدة والإعتصام المفتوح، كل ذلك على قاعدة السرية والمباغتة.

أمام هذا الواقع التحضيري لتفجير الحكومة، لا بد من طرح السؤال التالي: بما أن التحركات التي يعدّ العونيون عدتهم لها ترفع شعار الدفاع عن حقوق المسيحيين في مؤسسات الدولة، فأين سيكون موقع طلاب "القوات اللبنانية" ومناصروها من هذه التحركات، خصوصاً بعدما تم الإتفاق في إعلان النيات مع التيار على التصدي لتهميش المسيحيين في السلطة، كل ذلك من دون أن ننسى ان "القوات" عارضت هذه الحكومة منذ رفضها الدخول بها عند تشكيلها؟