من مواطن مشرقي، متني، إبن جبل لبنان، إبن متصرفية جبل لبنان، إبن القائمقاميتين، إبن الأميرين بشير الثاني وفخر الدين، إبن طانيوس شاهين،

الى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي بغيابه يغيب رأس الوطن ولا يعوض عنه وجود رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء، ففي غياب الحق والعدالة والشراكة تغيب المراكز ويغيب الوطن، ولا شرعية لأي سلطة تخالف ميثاق العيش المشترك،

الى مجلس الإنماء والإعمار، الذي سرق مدخل ومخرج بلدتي، وغيَّب محافظة جبل لبنان وأقضية البترون والكورة وزعرتا وبشري وزحلة وجزين وغيرها من المناطق عن المشاريع حتى أضحى قلب لبنان في غياهب النسيان،

الى صندوق المهجرين الذي تنكر لكل من رفض الإستزلام ولم يرضخ للطائفية فلم يُرجِع مسيحياً واحداً الى الجبل بعد أن ساوى المهجر بالمحتل،

الى صندوق الجنوب الذي صرف دون حساب ودون محاسبة، فإستثمر في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي وأنكر حق من ساند الجنوب ودفع ثمن المقاومة،

الى من حاول سرقة النفط، وغيب الوزارة في الهاتف وفي المرفأ ومن أعاق إصلاح الكهرباء، الى من كان مصدراً للفساد وحامياً للفاسدين، الى من إستثمر في الطائفية ليجعلها في كل لبناني وفي كل مواطن،

فلكل منكم أقول،

إلى من يمنع اللبنانيين عن إعمار بلدهم، ومن يمنع العلمانيين عن المشاركة في القرار، بحرمان المسيحيين منهم من نواب ورئيس وقائد للجيش ومدراء عامين وسفراء ومن يستقوي على المسيحيين لإحراجهم وإخراجهم،

فله أقول: من صمد الف وستماية سنة بوجه الغازي والمحتل والمعتدي لن ينتصر عليه صغار القوم،

لبنان لن يكون وطناً من دون مسيحييه، لقد قبلتم بحكومة لا تتمثل فيها "القوات اللبنانية"، وضربتم بعرض الحائط تحفظ وزراء حزب "الكتائب اللبنانية" ورفضتم مشاريعه، وحاولتم الإقتصاص من "تيار المردة" وحرمان زعيمه من مقعد نيابي، وأنكرتم ذكرى المجازر بحق أبناء الوطن من أرمن وسريان وهمشتم الأحزاب العلمانية كالحزب السوري القومي الإجتماعي والحزب الشيوعي...

قد حاولنا التنازل لكم حفاظاً على لبنان، التعاون معكم، والحوار والتفاوض والسياسة والمساندة والمشاركة وملاقاتكم في الخارج والداخل، فإستثمرتم في حبنا للوطن ولم تفهموا ولم تتركوا لنا خياراً سوى الشارع.

إن مداخل بيروت ثلاثة، شمالي وجنوبي وشرقي. إقفالها سيحمي لبنان من أتون الفتنة وسيعيد الشراكة بين أبناء الوطن، ومن له أذنان سامعتان فليسمع،

أما المخرج فهو واحد، الشراكة الحقيقية في الحكم: في النيابة، وفي الوزارة، وفي الإدارة...

وإلا فلكم إستقلاليتكم ولنا إستقلاليتنا.