أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب ​نضال طعمة​ أن "زيارة وفد "المستقبل" الى السعودية للقاء رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري هدفت للبحث في موضوع طرابلس، بعدما تزايد الحديث عن خلافات داخل تيار "المستقبل"، وهناك مَن يتبع هذا أو من يتبع ذاك، فجاءت هذه الزيارة لتؤكد أن تيار "المستقبل" هو واحد من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب؟".

وأكد طعمة في حديث صحفي أن "ثوابت تيار "المستقبل" واحدة، من أبرزها: العيش الواحد، عدم الإنجرار الى التطرّف".

واشار الى أن "توجيهات الحريري، أكدت التمسك بالإعتدال الذي يمثّل هدف وغاية تيار "المستقبل"، موضحاً "هذا هو هدف الزيارة والموضوع لا يحتمل أكثر من ذلك"، نافياً أن "يكون لها علاقة بأفلام التعذيب في سجن رومية ونتائج التحقيقات في هذا الشأن".

على صعيد آخر، ذكر طعمة أن "كتلة "المستقبل" تؤيد فتح عقد استثنائي للمجلس النيابي، من أجل تشريع الضرورة"، مؤكداً "لا يجوز أن يبقى البلد معطّلاً في ظل وجود استحقاقات مالية قريبة جداً، بالإضافة الى هبات وقروض يستفيد منها لبنان مقدّمة من جامعة الدول العربية والبنك الدولي. وبالتالي إذا لم يشرّع مجلس النواب ما هو ضروري فإن لبنان قد يخسر هذه الأموال. إذ شدّد على أن البلد بحاجة الى كل ليرة، دعا طعمة الى عدم التفريط بهذه المبالغ".

وعن موقف القوى المسيحية الرافضة للتشريع بغياب رئيس الجمهورية، اوضح طعمة "أتفهم بعض المسيحيين، لكن لا أوافقهم الرأي"، مشيراً الى إننا "ندعو لإنتخاب الرئيس اليوم قبل الغد ولكن لا يجوز تعطيل البلد بانتظار إنتخاب الرئيس الأمر الذي بات مرتبطاً بالخارج شئنا أم أبينا".

أما عن دعوة التيار "الوطني الحر" للنزول الى الشارع، لفت طعمة الى أنه "في كل الدول والمجتمعات يجوز اللجوء الى الشارع من أجل الضغط على القوى السياسية بهدف تحسين أدائها، والسعي الى إنتاجية أفضل، ورفض التعطيل وإفراغ البلد من المؤسسات، وأسف الى أن الدعوة للنزول الى الشارع في لبنان هي عكس ذلك تماماً"، معتبراً ان "العماد ميشال عون يحرّض الناس ويهدّد باستعمال الشارع رفضاً لعمل الحكومة وبالتالي هناك محاولة لتعطيل ما تبقى من عمل للمؤسسات في هذه الدولة"،مشيراً الى ان "عون ينادي بشعارات ثم ينحرها يومياً وفقاً لمصالح فئوية وإلتزامات إقليمية".

وأضاف: "للاسف ما يطالب به عون هو شعارات رنانة تقزم الى مطالب شخصية كـ "أنا الأقوى"، "صهري قائد للجيش"، متسائلاً "هل قوة المسيحيين في لبنان هي بتعيين صهر عون "العميد شامل روكز" قائداً للجيش"، معتبراً أن "عون يبتعد عن المشكلة الأساسية".

واكد طعمة "وجود خلل ما في الصيغة اللبنانية ويجب إعادة النظر بإتفاق الطائف، ولكن الظروف الراهنة لا تسمح بذلك"، لافتاً الى أن "الطائف ليس منزلاً ولكن هذا الإتفاق أوقف الحرب وكان نتيجة دماء كثيرة سالت في لبنان، وبالتالي علينا المحافظة عليه حالياً وتطبيقه، والبحث في أي خلل يأتي في مرحلة لاحقة".

أما بالنسبة الى استطلاع رأي المسيحيين بشأن الإستحقاق الرئاسي،رأى طعمة ان "كل استفتاء وطني هو استفتاء ديمقراطي، أما كل استفتاء طائفي فهو بداية تقسيم، وشكل من أشكال تكريس الإنقسام في البلد"، معتبراً أن "الإستفتاء الطائفي يستثني رأي فئة كبيرة من اللبنانيين، ورئيس الجمهورية معنيّ بها"، مشيراً الى أن "هذا الإستفتاء من أجل شراء الوقت ويأتي في سياق ما كان قد طرحه عون سابقاً كإنتخاب رئيس الجمهورية من الشعب".

ورأى طعمة أن "ذلك يأتي من ثمار الضغط الايراني بانتظار الإنتهاء من المفاوضات مع دول الخمسة زائد واحد"، معلناً أننا "ضد هذا الإستفتاء وندعو الى الشراكة الحقيقية"، داعياً المسيحيين الى "تقديم لهذا المنصب أكثر رجل مسيحي معتدل، فهذا هو الأقوى الذي يستطيع ان يجمع كل اللبنانيين".

وبالنسبة الى جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، اضاف طعمة: "علينا ان ننتظر ما يحضره العماد عون، الذي يتكلّم عن أمور غير معلن عنها، مؤكداً أن الجلسة قائمة"، لافتاً الى ان "رئيس الحكومة تمام سلام كان واضحاً فكل ما يخصّه يصبر عليه ولكن لا يمكنه الصبر في أمور تخصّ البلد".

وأكد طعمة أننا "سمعنا من "حزب الله" انه يؤيد ما يقوم به عون لكن دون ان يؤثر ذلك على عمل الحكومة، شرط أن يكون ذلك ضمن الأطر الديموقراطية غير العنفية"، املاً أن "تحلّ أمور الناس"، متسائلاً: "الى أين عون يريد أن يأخذ البلد، في ظل الحرائق المشتعلة في المنطقة، في حين أن لبنان ما زال آمناً".

ورأى انه "علينا ان نحافظ على هذا الأمان، ونضع أيدينا بأيدي بعضنا، فليس آخر الدنيا إذا كان هذا او ذاك قائداً للجيش".