اعتبر السفير اللبناني السابق في واشنطن ​عبد الله بو حبيب​ أن التصعيد الذي نشهده بعد توقيع ​الاتفاق النووي​ الايراني "طبيعي ومنتظر" باعتبار ان في طهران والولايات المتحدة الاميركية على حد سواء معارضين له، مشددا على أنّه اتفاق محصور بالملف النووي ولا يطال ملفات المنطقة.

وأشار بو حبيب في حديث لـ"النشرة" الى ان "مشاكلنا في لبنان واليمن وسوريا مرتبطة الى حد بعيد باتفاق اقليمي سعودي – ايراني وليس باتفاقات دولية تعتبر المشاكل اللبنانية بسيطة ولا تلتفت اليها، الا ان اللبنانيين يعيشون في نوع من الأوهام ويعتبرون أنفسهم محور هذا العالم، فاذا اجتمع الرئيسان الروسي والاميركي اعتقدوا ان الملف اللبناني في رأس جدول أعمالهما".

هل يعود زمن الوصاية؟

ودعا بو حبيب للعودة للمواقف التي أطلقها كل من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد على خامنئي والرئيس الاميركي ​باراك أوباما​ بعيد توقيع الاتفاق بحيث أكدا انّه لم يتم التباحث بأي قضايا اقليمية وأن المباحثات انحصرت بالموضوع النووي. وقال: "لا نتوقع أن يتم بالمدى القريب معالجة ملفات المنطقة، وحده الملف السوري قد يتم التباحث به بين الطرفين ولو بعد حين لاقتناع الاميركيين ان الحالة المتفاقمة في سوريا قد تخرج من أيدي الجميع في حال ظلت على ما هي عليه".

واستهجن بو حبيب انتظار بعض اللبنانيين أن تحل لهم الدول الاقليمية وحتى المرجعيات الدولية أزمات بسيطة كأزمة النفايات وتعيين قادة جدد للأجهزة الأمنية، وتساءل: "أيستدعي حل مشكلة النفايات تقارباً ايرانياً – سعودياً؟"

وأضاف: "نحن نفهم ان بعض الدول تتدخل ب​الانتخابات الرئاسية​ او بتحديد الشخصية التي سترأس الحكومة، لكن لا يمكن ان نتقبل فشل الطبقة السياسية بحل مشاكلها من خلال الاحتكام لنصوص الدستور، واستمرار وتمادي هذا الفشل يعني اننا قد نكون بحاجة لعودة زمن الوصاية".

أكذوبة كبيرة!

ورجّح بو حبيب أن تكون البلاد تتجه للشلل الكامل في حال بقيت الاطراف السياسية على تعنتها ولم يتم صون الدستور والعودة للقوانين المرعية الاجراء لاتمام استحقاقاتنا، معربا عن اطمئنانه لاستمرار الوضع الأمني مستقرًا باعتبار ان كل الاطراف في الداخل لا تجد مصلحة لها بالتقاتل، اضف الى ذلك رغبة المجتمع الدولي بالابقاء على الاستقرار اللبناني.

وتطرق بو حبيب للأزمة الرئاسية، محمّلاً الفرقاء المسلمين مسؤولية عدم انتخاب رئيس للبنان. وتساءل: "هل يقبل السنة بالسير برئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون رئيسا للبلاد، ام يقبل الشيعة بالسير برئيس حزب القوات اللبنانية ​سمير جعجع​؟"

واعتبر بو حبيب أن القول بأن المشكلة لدى المسحيين ودعوتهم للاتفاق على رئيس يسير به باقي الفرقاء، "أكذوبة كبيرة". وأضاف: "نحن نؤيد دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للاتفاق على رئيس يجمع عليه كل اللبنانيين، لكننا بالوقت عينه نطلب منه أن يجد هذه الشخصية ويسوقها لدى الفرقاء المسلمين الذين يقفون حجر عثرة في وجه القرار المسيحي بانتخاب رئيس قوي للجمهورية وليس رئيس ضعيف يبحث عنه الآخرون".